التوتر الأميركي الإيراني في الخليج يرفع أسعار النفط

وال

أسعف التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج أسعار النفط التي ارتفعت في بداية التعاملات الآسيوية اليوم الخميس وواصلت صعودها لاحقاً صباح اليوم الخميس، بعدما طغى التوتر على انعكاسات انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أضعف الطلب وأغرق المنشآت بمخزونات الخام.

وربح برميل خام غرب تكساس الوسيط 9.72% اليوم، وبلغ سعره 15.12 دولاراً، معززا الأرباح التي حققها في بداية جلسة المداولات في آسيا. كما ارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال 9.03% ليبلغ 22.21 دولاراً في التعاملات الأولى في آسيا، وفقا لبيانات "فرانس برس".

وفي آسيا أيضا، فتحت البورصات الصينية الخميس، على ارتفاع متأثرة بالتحسن في وول ستريت وفي أسعار النفط. وبقيت الأسواق هادئة بعد التقلبات الحادة التي شهدتها في الأيام الأخيرة مع الانهيار التاريخي لأسعار الخام الأميركي الذي أرغم الوسطاء على أن يدفعوا للمشترين لإقناعهم بالحصول على سلعة لا أحد يريدها للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة.

وانهارت أسعار الذهب الأسود في الأسابيع الأخيرة مع تدابير الإغلاق التي تتخذها السلطات في أنحاء العالم للحدّ من تفشي وباء كوفيد-19. وتراجع الطلب العالمي بينما أتخمت منشآت التخزين بالنفط.
وكان سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران/يونيو ارتفع 19% ألأربعاء، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هدد "بتدمير" أي سفينة إيرانية تقترب بشكل خطير من سفن أميركية في الخليج، المنطقة الأساسية لنقل النفط.

وتقول واشنطن إن 11 زورقا سريعا تابعا للحرس الثوري الإيراني "اقتربت بشكل كبير وبسرعة كبيرة" من سفن أميركية تقوم بدوريات في الخليج.

وفي تقرير نشر الأربعاء، قالت الوكالة الأميركية لأنباء الطاقة إن احتياطات الخام ارتفعت بمقدار 15 مليون برميل الأسبوع الماضي لتبلغ 535 مليون برميل.

وفي كاشينغ بولاية أوكلاهوما خصوصا حيث يتم تخزين البراميل المرجعية لخام تكساس الوسيط، ازداد حجم المخزون 5 ملايين برميل وبات قريبا من الحد الأقصى.

وارتفعت أيضا المخزونات الأميركية من الوقود والمنتجات المكررة بينما تراجع الاستهلاك ألأسبوعي أكثر من 25% على مدى عام بسبب إجراءات العزل.
اقــرأ أيضاً
40 مليون برميل نفط سعودي بانتظار قرار ترامب

ويرى المحللون أن التوتر الجيوسياسي لن يكون له تأثير طويل الأمد إذا كانت نقاط التخزين ممتلئة. وفي السياق، قال ستيفن إينيس، الخبير الاستراتيجي في مجموعة "أكسيكورب"، إن "زيادة في الأسعار مرهونة فقط بتحرك فوري منسق لأوبك بلاس للحد من الانزلاق إلى الأسفل و/أو انتعاش كبير وغير مرجح للطلب في أيار/مايو".

وهو يشير بذلك إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحليفاتها التي توصلت في إبريل/نيسان إلى اتفاق على خفض الإنتاج نحو 10 ملايين برميل يوميا لمحاولة تنشيط الأسواق. لكن الخبراء اعتبروا حينذاك أن هذا الخفض غير كاف للتعويض عن تراجع الطلب الذي تفاقم مع ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين في ديسمبر/كانون الأول، وواصلت الأسعار تراجعها.

وتحت تاثير هذا الارتفاع في أسعار النفط والتحسن في بورصة وول ستريت في نيويورك الأربعاء، بدأت أسواق المال في الصين جلساتها بارتفاع. ففي هونغ كونغ، تقدم مؤشرا هانغ سينغ 0.38% إلى 23983.65 نقطة، بينما ارتفع مؤشر بورصة شنغهاي 0.23% إلى 2850.51 نقطة. وفي شينزن، سجل المؤشر ارتفاعا نسبته 0.31% إلى 1777.24 نقطة.