الحاج حسن: لاستبدال النموذج الاقتصادي الريعي بإنتاجي

وال-أطلقت نقابة أصحاب المحال والمؤسسات التجارية في البقاع، من مركز اتحاد بلديات بعلبك، مهرجان التسوق والسياحة الحادي والعشرين، في حضور أحمد زغيب ممثلا الوزير محمود قماطي، رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن، النائب علي المقداد، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق ورؤساء بلديات قرى الاتحاد، مسؤول وحدة النقابات في "حزب الله" هاشم سلهب، ممثل نقابة أصحاب المدارس الأكاديمية الخاصة مصطفى أبو إسبر، رئيس جمعية تجار بعلبك نصري عثمان ومخاتير وفعاليات نقابية واقتصادية واجتماعية وكشفية ورياضية.

استهل اللقاء المدير التنفيذي للنقابة عامر الحاج حسن الذي قال: "مع إطلالة كل صيف، يطل في قلبنا الأمل بمستقبل جديد نطمح فيه لبناء وطن كبير بأهله، حضاري متطور، يواكب العالم بتقدمه، فنسلط الضوء على مقدرات أبنائه، علنا نفتح أمامهم بابا يمنحهم الأمل بمستقبل مشرق".
وأشار إلى أن "فكرة المهرجان نشأت من مبدأ التكاتف مع كل فئات المجتمع في عمل يشارك فيه الجميع بمختلف توجهاتهم ومهنهم، لتطوير المنطقة وتنشيطها على كل المستويات". وعرض أنشطة المهرجان الذي يمتد بين 28 الحالي و 25 آب المقبل.

الحاج حسن
بدوره قال الحاج حسن: "لمرة جديدة ومع صيف واعد، وفي أجواء الذكرى 13 لانتصار 2006 والذكرى الثانية لتحرير الجرود من العدوان التكفيري، يطل علينا مهرجان التسوق والسياحة ال 21 في البقاع، الذي ينطلق يوم الأحد في 28 تموز، ويستمر لأيام عدة من شهر آب المقبل، ضمن برنامج أنشطة متنوعة".

وتمنى أن يكون "مهرجانا ناجحا كالمهرجانات السابقة ويسهم في تنشيط حركة التسوق والسياحة في محافظة بعلبك الهرمل ومحافظة البقاع عموما وفي مدينة بعلبك خصوصا". وقال: "نحن أمام مجموعة من الأخوة والأخوات الذين أصروا على الاستمرار بهذا النشاط الاقتصادي السياحي التجاري الصناعي الزراعي والرياضي، على الرغم من الظروف القاسية التي مرت على لبنان في محطات عديدة".


واعتبر أن "هذا المهرجان نشاط أهلي مدني اجتماعي، يحاول أن يدفع الاقتصاد المحلي إلى الأمام". وقال: "من خلال تجربتي أقول لكم بصراحة ليس لدى الدولة حتى اليوم رؤية اقتصادية. نعم هناك مساع في موازنة العام 2018 - 2019 لخفض العجز، وإجراء بعض الإصلاحات عن طريق الموازنة، ولكن العطل الاساسي في الحركة الاقتصادية وفي غياب الرؤية الاقتصادية للدولة وانهيار النموذج الاقتصادي الريعي الذي ساد من التسعينيات حتى اليوم، الذي يعتمد حصرا على التدفقات الرأسمالية من الخارج، وعلى التحويلات والسياحة وأهمل الصناعة والزراعة والبنى الاقتصادية المحلية، مما أدى إلى العجز المتراكم في ميزان المدفوعات والعجز المتراكم في الميزان التجاري الذي يبلغ حوالى 17 مليار دولار سنويا، كما أدت سياسة التمادي في الدين العام إلى وصول الدين السيادي اللبناني والدين العام إلى 85 مليار دولار وما يزيد".

أضاف: "آن الأوان لأن يستبدل النموذج الاقتصادي الريعي بنموذج اقتصادي آخر ينتقل باقتصادنا من الريع إلى الإنتاج. لا أحد يريد أن يلغي أو يهمش أو يهشم قطاعات الخدمات والمصارف والسياحة، ولكن ليس من عاقل يقبل بعجز للميزان التجاري مقداره 17 مليار دولار نتيجة تهشيم وتهميش قطاع الصناعة والزراعة، لصالح اتفاقات تجارية فتحت أسواقنا أمام المنتجات الأجنبية، ولم تستطع أن تفتح أسواق الدول الأخرى أمام منتجاتنا".

واعتبر أن "الأسواق في الخارج مقفلة بقرار سياسي من الدول الشريكة لا بفعل المواصفات ولا بفعل كلفة الإنتاج فحسب، والدول الشريكة إما داعمة لإنتاجها أو داعمة للتصدير أو تضع علينا قواعد فنية ظالمة وجائرة، او تضع قواعد منشأ معقدة ومركبة تمنعنا من التصدير، أي لا تكافؤ في التجارة بين لبنان وشركائه التجاريين في السلع الصناعية والزراعية. كفى هروبا إلى الأمام، وآن الأوان لتصحيح السياسات التجارية، وتعديل اتفاقات التجارة وهي اتفاقيات تسمح للبنان بموجب مواد موجودة فيها بفرض رسوم نوعية، أو تسمح للبنان بتعديل اتفاقيات، أو تسمح للبنان بحماية انتاجه الوطني أو بفرض إجراءات لحماية زراعته وصناعته".

وتطرق إلى الشأن الأمني، معلنا أن "لا تسوق ولا سياحة مستقرين من دون استقرار أمني، وبمناسبة النصرين، استطعنا في لبنان بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة أن نحقق الاستقرار منذ سنوات طويلة حتى اليوم، لكن للأسف الشديد، مع التقدير للجهود الأمنية التي بذلت لحفظ الاستقرار في محافظة بعلبك الهرمل طيلة السنوات الماضية، هذا الأمر يحتاج إلى سياسة أمنية مستدامة، وإلى عمل أمني من جميع الأجهزة الأمنية مستدام وليس بحسب الظروف".

وقال: "يفترض بالأمن أن يكون القاعدة الثابتة للسياحة والتسوق والصناعة والزراعة والتجارة والاستثمار، فالغالبية في بعلبك الهرمل من المواطنين والصناعيين والمزارعين والتجار والمنشآت السياحية ومن البلديات، يطالبون الدولة بالأمن، وهذه ليست المرة الاولى التي نتحدث فيها عن هذا الأمر، ونقول بأن الأجهزة الأمنية قامت بإنجازات ولكن هذا العمل غير كاف ويفترض أن يتعزز ليحفظ الأمن، وهذه مسؤولية الدولة والحكومة ومؤسساتها ووزاراتها وأجهزتها الأمنية والعسكرية، وعليهم أن يقوموا بتحمل هذه المسؤولية".

وختم الحاج حسن: "مع تقديرنا للعطاءات والجهود التي بذلت، إلا أن المواطنين في بعلبك الهرمل يطالبون بمزيد من حفظ الأمن والكرامات والأموال والأعراض والدماء والارواح، وما كان يقال عن غطاء أمني هو ظلم وافتراء ولا صحة له، وما كان يقال عن مربعات لا صحة له، لذلك الدولة مطالبة بأن تقوم بدورها لحفظ الامن. هذا موقفنا الدائم، والمفترض أن تكون هناك سياسة دائمة ومستقرة ومستدامة لحفظ الأمن".


المقداد
وتحدث المقداد فقال: "لو أن بعلبك وقلعتها موجودة في أي بلد في العالم المتحضر لكانت استقطبت ملايين السواح سنويا من الداخل والخارج، ولكن للأسف نتيجة سياسة التهميش لبعلبك ولمحافظة بعلبك الهرمل من الدولة ووزاراتها، نرى هذه الحركة الخجولة التي لا تليق بمدينة تاريخية تضم أهم معلم أثري في العالم".

أضاف: "يقام أواخر هذا الشهر مهرجان للتسوق والسياحة في أجمل موقع أثري وسياحي في العالم، ولا نشهد الإقبال اللازم، نتيحة الصورة النمطية السلبية الظالمة التي قدمت للعالم عن بعلبك ومنطقتها، فيتم التركيز على أي حادث فردي يحصل في أي بقعة من المحافظة ويعطى أكبر من حجمه، لتخويف الناس من زيارة بعلبك الهرمل".

وانتقد "مهرجانات بعلبك الدولية التي تقام حفلاتها داخل القلعة مساء بين الثامنة ومنتصف الليل، دون استفادة المدينة واقتصادها ومؤسساتها من رواد المهرجانات، فنحن نرحب بالمهرجانات ولكننا لا نريدها بهذه الصورة التي لا تستفيد بعلبك منها". وانتقد "بعض الوزراء الذين يماطلون في تلبية طلبات نواب المنطقة لتحديد مواعيد ترتبط برعايتهم لأنشطة تظهر الوجه الحقيقي لبعلبك وتساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية وتفعيل السياحة في المدينة".

وختم: "أبناء محافظة بعلبك الهرمل أعطوا الكثير من التضحيات من أجل لبنان وحمايته وحفظه، ويجب أن تعمل كل وزارات وإدارات الدولة لرد الجميل لهذه المنطقة التي أعطت دون منة في مواجهة الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري، ليبقى لبنان سيدا حرا مستقلا".

بلوق
وحيا بلوق "الذين يصرون على إحياء فعاليات وأنشطة مهرجان التسوق والسياحة رغم كل الظروف الصعبة وضعف الإمكانات المتاحة، وهذا دليل إيمان بقضيتهم الهادفة إلى رفع شأن المنطقة وأبنائها، وثمرة إخلاص في العمل وتفان من أجل المنفعة العامة وتحقيق المصلحة العامة". وأكد أن "بعلبك تشهد إقبالا ملحوظا على مدار الأسبوع من السياح سواء من رواد المواقع الأثرية، أو المهتمين بزيارة المقامات الدينية، فبعلبك والجوار تتمتع بالكثير من المزارات التي من شأنها تفعيل السياحة الدينية، والتي نعول عليها كثيرا في تنشيط الدورة الاقتصادية".

ولفت إلى أن "عائدات زيارة قلعة بعلبك الأثرية التي تستفيد بلدية بعلبك من نصف قيمتها، تكاد تشكل اليوم المورد الوحيد لتغذية صندوق البلدية لكي نتمكن من القيام بواجباتنا في خدمة أهلنا، ولكن للأسف تعمد بعض الجهات المعنية، وبخاصة وزارتي السياحة والثقافة إلى إرسال كتب وطلبات إعفاء من رسوم الدخول للكثير من الزوار والوفود، مما يحرمنا من جزء أساسي من المداخيل في ظل الأزمة المالية التي نعاني منها في هذه المرحلة، وهذا مجحف بحق بعلبك".

أضاف:" انطلقت مهرجانات بعلبك الدولية في ظل أجواء أمنية جيدة، وكان الحضور ليلة الافتتاح حوالى 3000 شخص، ولم يسجل أي حادث مخل بالأمن، وهذا دليل إضافي بأن بعلبك مدينة آمنة، مع الإشارة إلى أن الكهرباء كانت مقطوعة عن المدينة ليلة افتتاح المهرجانات، وعاتبت وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني بهذا الأمر، وطالبتها بتأمين التيار على مدار الساعة لبعلبك خلال فصل الصيف، وإذا تعذر ذلك، فعلى الأقل خلال فترة المهرجانات".

وختم: "نؤكد مجددا حق بعلبك بأن تصنف مدينة سياحية، وكمجلس بلدي وضعنا كل إمكانياتنا لتوفير ما هو مطلوب على الصعيد اللوجستي، والدعم المعنوي، وتنظيم السير، والاهتمام بحراسة المعارض ليلا وتأمين النظافة وغير ذلك، وأبدينا الاستعداد لتوفير وسائل نقل لزوار المهرجانات بين القلعة ورأس العين والمنتزهات، ونأمل من بلديات المنطقة أن تبادر بدورها إلى تأمين وسائل نقل لمن يرغب بالمشاركة في فعاليات وأنشطة مهرجان التسوق والسياحة".