بكركي تُطلق صرخة "انقاذ الوطن":لحماية الجمهورية

وال- أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كلمة خلال افتتاح اللقاء التشاوري مع رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي، أن "اجتماعنا كموارنة من أجل لبنان وجميع اللبنانيين"، لافتا إلى خطورة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية وخطورة وجود النازحين السوريين، مؤكدا أن "الأزمة السياسية الراهنة تكمن في أساس هذه الأوضاع الخطيرة ومن أسبابها عدم تطبيق اتفاق الطائف والدستور المعدل بموجبه"، موضحا أن "الاجتماع اليوم هو للتباحث من أجل توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حال الخطر السياسي والاقتصادي والمالي والمواضيع كافة"، معتبرا أن "الوحدة اللبنانية اليوم مهددة"، داعيا إلى أن يكون "هذا اللقاء ملتئما بصورة دائمة لدرء الخطر عن الوطن الحبيب".

برعاية الراعي، احتشد الموارنة تحت قبّة بكركي لاطلاق صرخة "انقاذ الوطن" وهو الشعار الذي يحمله اللقاء، ولحثّ المعنيين بتأليف الحكومة على ‏الإسراع في مهمتهم، وتجنيب البلد منزلقات خطيرة قد تواجهها إذا استمرت حال المراوحة القائمة.

وتمّ تعيين لجنة لصياغة البيان الصادر عن لقاء بكركي قوامها: ابراهيم كنعان، جورج عدوان، سامي الجميل، اسطفان الدويهي، فريد الخازن، هادي حبيش، وبحضور المطران سمير مظلوم. وستتحول هذه اللجنة الى لجنة متابعة لما اتفق عليه في هذا اللقاء.

ولم تخل مباحثات اللقاء من بعض التوتر، اذ رد رئيس تيار المرده سليمان فرنجية على كلام للنائب زياد اسود بالقول: "لم نأت الى هنا لدعم الثلث المعطل لرئيس الجمهورية والحكومة "بتمشي إذا بيتخلى التيار عن اسم واحد". الا ان عضو "لبنان القوي" النائب آلان عون اوضح بعد الاجتماع ان لم يحصل جدال انما نقاش ولكل وجهة نظره.

توافد النواب: ومنذ ساعات الصباح الاولى بدأ توافد النواب الموارنة الى الصرح البطريركي وحضر 33 شخصية من اصل 36 تم توجيه الدعوة اليها، ابرزهم رؤساء الاحزاب والتيارات المسيحية، رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض، وحضور الوزراء النواب: وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال بيار بو عاصي، والنواب: سليم عون، فريد البستاني، نعمت افرام، هنري شديد، ابراهيم عازار، روجيه عازار، ابراهيم كنعان، ادي ابي اللمع، حكمت ديب، زياد اسود، فادي سعد، ميشال معوض، طوني فرنجية، زياد حواط، الان عون، هنري حلو، جوزف اسحاق، جورج عدوان، الياس حنكش، نديم الجميل، انطوان حبشي، شامل روكز، شوقي الدكاش، سيمون ابي رميا، هادي حبيش، فريد هيكل الخازن واسطفان الدويهي. في حين غاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع لوجودهما خارج البلاد، اضافةً الى النائب جان عبيد الذي اعتذر لاسباب خاصة.

كما شارك في الاجتماع المطارنة: سمير مظلوم، رفيق الورشا، بولس عبد الساتر، بولس الصياح، حنا علوان، طانيوس الخوري، بولس مطر وحنا رحمه.

الراعي: وجاء في كلمة البطريرك الراعي: "أحييكم باسم أسرة هذا الكرسي البطريركي الذي وصفه سلفنا المثلث الرحمة البطريرك أنطون بطرس عريضه "بالصرح الوطني الذي ليس وقفاً على الطائفة المارونية فحسب، بل هو بيت جميع اللبنانيين، ووقف للمصلحة اللبنانية لا فرق فيه بين طائفة وأخرى"، (راجع خطابه في مؤتمر بكركي بتاريخ 25 كانون الأول 1941). ومع إخواني السادة المطارنة أرحب بكم.

إني أسارع فأوضح أن اجتماعنا كموارنة هو من أجل لبنان وكل اللبنانيين. وليس في نيتنا إقصاء أحد أو التباحث في أمور خاصة بنا دون سوانا. وجل ما نرغبه أن تشركوا زملاءكم في الحكومة والبرلمان والتكتلات النيابية والأحزاب بكل ما نتداوله، وأن تعملوا مع جميع المسؤولين في لبنان بيد واحدة وقلب واحد وفكر واحد على حماية لبنان من الأخطار المحدقة به، التي استدعت وجوب عقد هذا "اللقاء التشاوري".

لا أحد منكم يجهل خطورة الوضعين الإقتصادي والمالي، المنذرين بالتهاوي، وخطورة وجود 1.500.000 نازح سوري، وقد تبسط في هذا الموضوع فخامة رئيس الجمهورية، في خطابه إلى أعضاء السلك الديبلوماسي يوم الأربعاء الماضي التاسع من الشهر الجاري، وعبر عن القلق عند اللبنانيين من موقف الأسرة الدولية بهذا الشأن.

كما أن لا أحد يجهل خطورة الوضع الاجتماعي والمعيشي المذريين اللذين يعاني منهما شعبنا، وهو يعبر عن وجعه في مظاهرات وإضرابات، وقد بدأ يفقد الثقة بالدولة وبحكامها، ولا سيما شبابه الطالع والحامل شهاداته الجامعية، ولا يجد وظيفة ومستقبلا وحقوقا أساسية تمكنه من تحفيز مهاراته في وطنه، فيتوجه إلى أوطان أخرى أفضل منه. إنها لخسارة جسيمة لا تعوض.

كلكم تعلمون أن الأزمة السياسية الراهنة تكمن في أساس هذه الأوضاع الخطرة. وهي أزمة تتفاقم يوما بعد يوم، متأثرة بالحروب والنزاعات الجارية في منطقتنا الشرق أوسطية، ومرتبطة بشؤون داخلية خلافية تتأجل وتتراكم، حتى بات الرأي العام يتخوف من إنفجار يطيح بالكيان والخصوصية اللبنانية التي جعلته صاحب رسالة ودور بناء في منطقتنا. من أجل هذه الخصوصية لبنان محبوب من بلدان المنطقة ومن المجتمع الدولي. والدليل على ذلك مشاركة هذه البلدان في ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان في شهرَي آذار ونيسان الماضيين. كما أنه يشكل علامة رجاء لمسيحيي الشرق الأوسط.

من أسباب هذه الأزمة السياسية عدم تطبيق إتفاق الطائف والدستور المعدَل بموجبه، بنصهما وروحهما، لأكثر من سبب داخلي وخارجي. بل أدخلت أعراف وممارسات مخالفة لهما، وسواها مما جعل من المؤسسات الدستورية ملك الطوائف لا الدولة، فأضعفت بالتالي هذه الأخيرة حتى باتت كسفينة في عرض البحر تتقاذفها الرياح. ونشأت مخاوف حيال ما يطرح في السر والعلن :عن تغيير في النظام والهوية، وعن مؤتمر تأسيسي، وعن مثالثة في الحكم تضرب صيغة العيش المشترك المسيحي - الإسلامي المشبه بنسر ذي جناحين، وعن غيرها، فيما تفصلنا سنة وسبعة أشهر عن الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. فمن المؤسف أن يتراجع نحو الوراء بعد ما حقق من إنجازات إقتصادية ومالية وثقافية.

أمام هذا الواقع المقلق، وتجاه رغبة العديد من اللبنانيين المطالبين هذا الصرح العمل على القيام بمبادرة إنقاذية، رأيت من واجب الضمير أن أدعوكم إلى هذا اللقاء التشاوري المسؤول. فيجب أن نتباحث من أجل توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حالة الخطر السياسي والاقتصادي والمالي، وحول مفاهيم ذات طابع دستوري من مثل: الدولة المدنية، وإلغاء الطائفية السياسية، واللامركزية، وحياد لبنان، والثلث المعطِل، والائتلاف الحكومي وارتباطه بقانون الانتخابات الجديد.

الوحدة اللبنانية مهدَدة اليوم. وقد سماها خادم الله البطريرك الياس الحويك "الوديعة الثمينة" التي بذل الجهود في سبيلها، لأنها بنظره "ترسي أسس الميزة اللبنانية، وهي الأولى في الشرق، إذ تحل المواطنة السياسية محل المواطنة الدينية. بسبب هذه الميزة يمتلك لبنان وجها خاصا، وشخصية يتمسك بالمحافظة عليها فوق كل شيء".

واعتبر أن "الوحدة اللبنانية استبقت الميثاق الوطني وهيأت له". (راجع رسالته إلى رئيس مجلس وزراء فرنسا Georges Clémenceau بموضوع "مطالب لبنان" في 25/10/1919؛ ورسالته إلى السيد Léon Cayla حاكم لبنان الكبير، في 19/1/1926). وعندما سأله أحد المسؤولين السياسيين في فرنسا: "إلى أية طائفة أنتم تنتمون؟" أجاب: "طائفتي لبنان".

تقوم الوحدة اللبنانية، في رؤيته، على "احترام الحرية الدينية وتحقيق المساواة بين الطوائف بحيث لا تطغى طائفة على طائفة أخرى، وعلى إحقاق العدل، وعدم التساهل مع متجاوزي القانون" (هذا يظهر في مجموعة من الوثائق).

إبتغيت من هذا العرض، الذي ليس خفيا عليكم، أن نفكر معا في الدور المطلوب منا كمسؤولين اليوم، مثلما فعل قبلنا رجالات من طائفتنا، فتضامنوا في مسيرة طويلة منذ تأسيس البطريركية المارونية مع البطريرك الأول القديس يوحنا مارون سنة 686، وجابهوا المصاعب على أنواعها حتى قيام دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920. ثم واصلوا هذه المسيرة بتوحيد الكلمة ورص الصفوف وتقدمة الشهداء الغالين والتضحيات الجسام. وهكذا استطاعوا، مع سواهم من المواطنين، التغلب على مخططات كادت تودي بالدولة اللبنانية. نحن نريد يقظة وطنية موحدة، منها وبها ننطلق مع كل مكونات المجتمع اللبناني لحماية الجمهورية.

ونرغب أن يكون هذا اللقاء التشاوري ملتئما بصورة دائمة لكي ندرأ الخطر عن الوطن الحبيب، ونعمل مع كل مكوناته المسيحية والإسلامية على حمايته كيانا ومؤسسات وشعبا، فيستعيد مكانته ودوره في الأسرتين العربية والدولية.

هذه هي أطر لقائنا التشاوري، وهذا هو واجبنا تجاه شعبنا اللبناني العزيز الذي يتطلع إلينا بثقة.

باركنا الله، وبارك أعمالنا، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وأبينا القديس مارون، وسائر قديسينا الموارنة. أهلا بكم وشكرا لحضوركم ولإصغائكم ومشورتكم".

مواقف قبل اللقاء: وقبيل اللقاء، اوضح المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض في تصريح "ان هذا الاجتماع لا يمثل اصطفافاً طائفياً نهائيا، فهو لقاء وجداني عائلي ماروني اراده الراعي امام هول الوضع في لبنان وجميع المطالبات في بكركي، والابواب مفتوحة هنا في حين انها مقفلة في اماكن اخرى".

واشار عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي الى "ان حقوق الناس لا تتأمن الا باستقامة الدولة، واليوم لا نريد محاكمة احد انما جئنا نضع المسار والهدف الذي هو الاحتكام بالدستور".

وشدد على "ان الدستور هو قاعدة اللعبة السياسية في لبنان، واذا شوّهناه، نصاً او ممارسة، سيذهب البلد الى المجهول".

واوضح عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب انطوان حبشي "ان اللقاء وجداني والوضع الذي نمر به هام وكأن السلطة السياسية تتراوح بين العجز والاستسلام واليوم الازمة هي ازمة وطن يعاني".

من جهته، تمنّى النائب طوني فرنجية "ان ينتج هذا اللقاء امراً ايجابياً للموارنة وللبلد"، مؤكداً "اننا منفتحون على جميع الافرقاء ونحن لا نلتقي مع "القوات اللبنانية" بالسياسة لكن هناك تنسيق بيننا".

بدوره، اعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب الياس حنكش "ان الطريقة الوحيدة للخروج من المأزق هي بتشكيل حكومة اختصاصيين بموازاة حوار لرؤساء الكتل النيابية ومتأملون بالخروج بنتائج ايجابية، لأن لطالما كانت بكركي هي المرجع".

من جانبه، لفت عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سيمون ابي رميا الى "ان اللقاء هو تشاوري لنتحدث عن نظامنا وعن سيرتنا الداخلية التي نريد ان ندافع عنها".

وأوضح النائب سليم عون في حديث إلى إذاعي أنه "على الرغم من أن اجتماع بكركي هو على المستوى الماروني، إنما يتعلق بلبنان كله فالمشاكل التي يعانيها البلد اليوم ليست مارونية فقط".

ورأى أن "للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي سلطة معنوية لدعوة النواب الموارنة الى هذا الاجتماع"، موضحا أن "المشكلة اليوم أكبر من سياسية، فهناك الى جانب الازمة السياسية أزمة اقتصادية واجتماعية"، وقال: "حتى لو تشكلت الحكومة، لن تنتهي الازمات، لذلك فإن لقاء اليوم سيحمل النواب مسؤولية إيجاد حلول للازمات".

وأشار عون الى أنه "إذا تم التوصل الى أفكار معينة، على النواب التواصل مع المكونات الأخرى أيضا في البلد، لوضعهم في أجواء لقاء بكركي والعمل على تطبيق هذه الأفكار".

المداخلات:

مداخلة النائب زياد الحواط: "في البداية اتوجّه بالشكر الى غبطة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي على دعوته الكريمة الى هذا اللقاء الجامع، مع تمنيّاتي له بالصحة والعافية. في الأزمات الكبيرة، ينبغي ان تكون الدرسات والتحاليل والحلولُ عميقة .

يعيش لبنان اليوم مرحلة مصيريّة خطيرة شبيهة بمرحلة اعلان لبنان الكبير، يتحدّد فيها مصيرُه في العقود المقبلة. وكما كان الموارنة بقيادة بكركي قبل 99 سنة الروّاد في قيام دولة لبنان الكبير، فانهم مدعوّون اليوم الى دور تاريخي لا يقّل اهميّة عن دورِهم السابق. عليهِم ان يكونوا ابطال تثبيت الكيان اللبناني، وتعزيز دورِه القائم على الحوار والانفتاح، وان يكونوا حلَقة الوصل بين الجميع، يجمعون ما هو مشتّت، ويوحّدون ما هو مفرّق. وبكركي بما تمثّل من صرح وطنّي، قادرةٌ على قيادة هذا الدور، ونحن دائماً الى جانبها. ولأن، يداً واحدة لا تصفّق، فان المسؤوليّة الوطنيّة تفرض في المقابل التوجّه الى الشريك في الوطن لنطرح عليه السؤال التاريخي: اي لبنان نريد؟ اذ لا يمكن ان يستمر لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق مصالح الخارج على ارضه.

علينا كلبنانيين التوصّلُ الى تصوّر مشترك حول دور لبنان، وطرحُ الأمور الأساسية على الطاولة، وعلى رأسها سيادة الدولة على كامل اراضيها، وانهاءُ المربّعات الأمنيّة، بحيث لا يبقى في لبنان الا سلاح الجيش اللبناني.

وهنا اسأل: اين اصبح الوعد باستكمال البحث في الاستراتيجيّة الدفاعيّة الذي أُُعطي قبل الانتخابات النيابيّة ؟ هناك حدود تتغيّر، ودول مهدّدة بوحدتِها، وعلينا ان نتصدّى مباشرة للمشاكل. الطائف في خطر. فامّا هناك رغبة لدينا جميعاً بقيام دولة قادرة، والاّ على الدنيا السلام .

ان انقاذ لبنان الكيان والصيغة والدولة ينطلق من تأكيد الالتزام باتفاق الطائف واحترام الدستور والقوانين والقرارات الدوليّة، ولا سيّما القرار1701، ومقرّرات جامعة الدول العربيّة.

ان مصلحة اللبنانيين جميعاً من كل الطوائف، تكمن في التمسك بالطائف، وفي العمل على قيام دولة القانون والمؤسسات . ان الخطر الوجودي لا يخفي المشكلة المباشرة التي نواجهها اليوم وهي الفراغ الحكومي وانعكاساته على الاصعدة الوطنية والدستورية والاقتصادية والحياتية والمعيشية كافّةً .

ننتظر اليوم من فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف ان يمارسا الصلاحيات المنصوص عنها في الدستور وان يطبقوا القوانين، وان يصدرا مراسيم تأليف الحكومة، وطرحُها امام مجلس النواب حتى يتحمّل النواب مسؤولياتهم .

واذا تعذّر التأليف بسبب المحاصصة، وسعي ِقوى الامر الواقع الى فرض هيمنتها الداخلية بقوة السلاح غير الشرعي، وخارجياً من خلال التزام اجندات غير لبنانية، حينئذ من الضروري تفعيل حكومة تصريف الاعمال تحت عنوان جلسات الضرورة، تأميناً للمصلحة العامة وتوفيراً لحاجات الناس.

صاحبَ الغبطة، علينا تجاوز العقبات والترفّع عن المحاصصة والانانية وتأليف الحكومة سريعاً حتى تنصرف الى معالجة الملفّات الشائكة، وعلى رأسها النزوح السوري الذي يشكّل قنبلة حقيقيّة تهدّد الوجود. وعلينا رفع الصوت عالياً والتواصل مع الأمم المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة لانهاء هذا الملفّ وفق المصلحة اللبنانية.

وعلينا البدء جدياً بوقف الهدر تطبيقاً لمؤتمر سيدر لا سيّما في قطاع الكهرباء، ووقف التوظيف العشوائي، من اجل اعادة الثقة الاقتصادية تدريجياً بلبنان ومؤسساته .وكما علينا العمل لتفعيل الوجود المسيحي في ادارات الدولة وفق معيار الكفائة.

هذه المشاكل، وغيرُها بحاجة الى مواكبة. واقترح في هذا المجال انشاء "المؤسسة المسيحيّة للحوار الدائم" على ان تضمّ ممثّلين روحيين وللقوى السياسيّة المسيحيّة تجتمع دورياً بشكل منتظم، وتوحّد الرأي من القضايا الوطنيّة والسيايسّة المطروحة" .