عيد فطر دموي في طرابلس: أربعة شهداء ومقتل الإرهابي

وال-انتهت في الساعة الثانية إلا ربع من فجر الثلاثاء مداهمة القوة الضاربة في مديرية المخابرات للمبنى المختبىء فيه الإرهابي المطلوب عبد الرحمن مبسوط، بمقتله. وقد استشهد ضابط في الجيش اللبناني متأثرا بجروح أصيب بها في خلال المداهمة الأخيرة، إضافة إلى ثلاثة شهداء آخرين، إثنان من الدرك وجندي في الجيش، سقطوا حين نفذ الإرهابي اعتداءاته المتجولة.
وأصيبت طرابلس بحالة من الهلع، في ليلة عيد الفطر. إذ أقدم، مساء الاثنين في 3 حزيران 2019، بعد موعد الإفطار الأخير لشهر رمضان، الإرهابي عبد الرحمن مبسوط بالاعتداء المسلح على مركز للجيش وعلى دورية لقوى الأمن الداخلي أمام سنترال الميناء، في أثناء توقفها هناك، ما أدى إلى سقوط شهيدين من الدرك عرف منهما العريف ج.خ، إضافة إلى شهيد من الجيش. وقد تبع هذا الحادث المروع، إطلاق قنبلة صوتية أمام مبنى سراي طرابلس، ما أدى إلى إصابة مواطن.

المشتبه به
وفيما كانت تشير المعلومات بداية إلى عمل مدبّر لمجموعة إرهابية، أكد مصدر عسكري، لاحقاً، أن ليس هناك مجموعة من المسلحين، بل مسلح واحد فقط هو الإرهابي عبد الرحمن مبسوط، وهو المختبىء في مبنى سكني.

وبعد قيام الدوريات الأمنية بملاحقة المشتبه به، توصلت إلى تطويق أحد المباني في شارع التوليد، حيث لجأ عبد الرحمن مبسوط، بعدما أقدم على إطلاق النار باتجاه عناصر في قوى الأمن والجيش.
هكذا، في الوقت الذي كانت ستمضي طرابلس هذه الليلة حتى طلوع الفجر في التحضيرات للعيد، تحولت إلى مدينة من رعب وموت. وفي المعلومات المتداولة، تبين أن منفذ العملية كان مسجونًا في سجن رومية بتهمة الإرهاب، وأنه قد أرسل رسالة لزوجته أبلغها فيها أنه ينوي تنفيذ عملية إرهابية.
وبعد موجة الاعتداءات، وصلت تعزيزات أمنية ووحدة من المغاوير إلى طرابلس، مع معلومات عن قطع الاتصالات عن بعض أحياء المدينة.

بيان الجيش
وقد صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في ساعة متأخرة، البيان الآتي: "حوالى الساعة 23:00، من مساء الاثنين، أقدم المدعو عبد الرحمن مبسوط على إطلاق النار باتجاه فرع مصرف لبنان في منطقة طرابلس، ومركز تابع لقوى الأمن الداخلي في سراي طرابلس، بالإضافة إلى آلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة آخرين بجروح. وبعد قيام وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ عمليات تفتيش ومطاردة، أحكمت وحدات الجيش وشعبة المعلومات والقوى الأمنية الحصار على مطلق النار وطوقته داخل مبنى في شارع التوليد، ويحصل بين الحين والآخر تبادل إطلاق نار معه. في حين تشهد شوارع المدينة انتشاراً واسعاً لوحدات الجيش والقوى الأمنية".

وبعد صدور البيان بنحو ساعتين، بدأت عملية المداهمة للمبنى الذي تحصن فيه الإرهابي مبسوط. ومع تضييق الخناق عليه، والاشتباك معه، قام بتفجير نفسه بحزام ناسف.

ردود فعل سياسية
وفي ردود الفعل السياسية الأولى، "غرد" الرئيس نجيب ميقاتي على صفحته: "كأنه كتب على طرابلس أن تدفع على الدوام الثمن الأغلى من أرواح أبنائها واستقرارها. ما جرى الليلة من اعتداءات مدان بشدة. وندعو الجميع إلى التروي والهدوء والتنبه لما يحاك من مؤامرات. تعازينا لذوي العسكريين الشهداء، وكل الدعاء بالشفاء العاجل للجرحى. الفيحاء صامدة وصابرة باذن الله".

واستنكر الأمين العام لـ"تيار المستقبل"، أحمد الحريري، ما تشهده طرابلس من أحداث أمنية مؤسفة. وقال في تغريدتين عبر "تويتر": "القلب مع طرابلس الحبيبة.. الرحمة لشهيد قوى الأمن الداخلي وشهيدها جوني خليل.. وحمى الله أهلنا فيها من كل شر وغدر. أبطالنا الأمنيون يستشهدون ويعيشون ليحيا الوطن كل الوطن". ووجه أحمد الحريري "تحية إكبار لتضحيات جيشنا الذي يدفع ضريبة الدم من أجل الدفاع عن طرابلس وأهلها في هذه الليلة الحزينة. عزاؤنا كبير لكل الوطن بشهداء الجيش والقوى الأمنية. ويبقى رهان اللبنانيين على المؤسستين العسكرية والأمنية لصد الإرهاب المتنقل وإحباط مخططاته الإجرامية".
المدن