محاربة الوجود الايراني في سوريا أبرز عناوين زيارة نتنياهو موسكو

وال-حط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم في روسيا حيث ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما قال إنها وسائل "منع إيران من أن تترسخ" في سوريا. وفي حين اكد خلال اللقاء ان "اسرائيل ستفعل كل ما يمكن لمنع ايران من تنفيذ تهديداتها في المنطقة"، قال نتنياهو قبيل مغادرته إلى موسكو "من وجهة نظرنا، فستتركز المحادثات على وسائل منع إيران من الترسخ في سوريا، لمنع هذا البلد الذي يقول علناً بأن هدفه تدميرنا"، بحسب مكتبه.

الجدير ذكره في السياق، ان المفاوضات تأتي غداة زيارة لافتة للرئيس السوري بشار الاسد الى ايران هي الاولى له منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل نحو ثماني سنوات، حيث التقى الاثنين في طهران، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. أما "زبدة" اللقاء الايراني – السوري، فيمكن اختصارها بالآتي "التعاون مستمر بيننا، واي طرف اقليمي او دولي لن يتمكن من اخراج ايران ومقاتليها من سوريا، خاصة وانها موجودة هناك بناء لطلب من دمشق".

وعليه، تشير مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" ان هذا الموقف سيحتل الاولوية في محادثات بوتين ونتنياهو الذي سيؤكد لمضيفه مضيّه قدما في استهداف اي نقاط او مواقع ايرانية في سوريا يرى انها يمكن ان تشكّل تهديدا للامن القومي الاسرائيلي، او تساعد في تثبيت وجود ايران على مرمى حجر من الاراضي المحتلة.

واذ تلفت الى ان هذا القرار العبري لن يلقى رفضا من الكرملين، بل على العكس، حيث يدلّ أداء الروس في سوريا منذ اشهر الى انهم "من تحت الطاولة"، راضون عن الضربات الاسرائيلية في سوريا، تقول المصادر ان الـ"لا ممانعة" الروسية لا تحول دون وقوفها في موقع وسطي – أقلّه في العلن – بين المحور الايراني–السوري من جهة والمحور الاميركي – الاسرائيلي، من جهة اخرى، المتنازعين في سوريا.

وفي هذه الخانة، يصب البيان المشترك الذي اصدرته اليوم موسكو ودمشق ودعت فيه "القوات الأميركية إلى الرحيل والسماح للقوات الروسية والسورية بإجلاء لاجئين داخل مخيم في جنوب شرق سوريا". وجاء في البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الروسية أن "القوات الروسية وقوات النظام السوري جهزت حافلات لنقل اللاجئين في المخيم بمنطقة الركبان وستضمن لهم العبور الآمن حتى يتسنى لهم بدء حياة جديدة". وقال البيان "ندعو الولايات المتحدة التي توجد وحدات عسكرية لها على الأراضي السورية بصفة غير مشروعة إلى الرحيل عن البلاد".

والحال أن الولايات المتحدة اكدت منذ نهاية العام الماضي انها ستخرج من سوريا، الا انها ستبقي على نحو 400 جندي أميركي في منطقتين سوريتين (حيث أوضح مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي، لرويترز، أن نحو 200 عسكري سيبقون في القاعدة الأميركية في التنف بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق، وأن 200 آخرين سينتشرون في المنطقة الآمنة التي تريد الولايات المتحدة إقامتها شمال شرقي سوريا)، ما يعني ان "لا جديد" في الدعوة السورية – الروسية.

وتتوقع المصادر ان يكون البيان مقدّمة لخطوات مستقبلية أخرى ستعمل عليها موسكو، تدفع فيها النظام الى المطالبة بخروج كل المقاتلين الاجانب من سوريا، بما فيهم الايرانيون، افساحا في المجال امام التسوية السياسية المنتظرة للنزاع السوري، وذلك بالتنسيق مع واشنطن.