الشيباني في بيروت ناقلا دعوة لعون: نريد نقل العلاقة مع لبنان الى مرحلة جديدة وتجاوز الماضي
وال-في زيارة هي الاولى الى لبنان لمسؤول سوري منذ سقوط نظام بشار الاسد، وصل الى بيروت وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني،ووزير العدل مظهر الويس ووفد مرافق حيث جال على كبار المسؤولين ونقل دعوة الى رئيس الجمهورية جوزاف عون لزيارة دمشق،كما وجه عون دعوة مماثلة للشرع لزيارة بيروت. وابلغ الشرع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي تعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني - السوري .
بعبدا: في بعبدا، ابلغ رئيس الجمهورية وزير الخارجية السورية خلال استقباله مع وزير العدل السوري ، والوفد المرافق، ان لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسوريا.
واعتبر الرئيس عون ان تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتم من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كل الملفات العالقة، واهمها الاتفاقيات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتما الى إعادة ودرس وتقييم. وأشار الى ان القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني-السوري يستوجب تفعيل العلاقات الديبلوماسية. "وننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت." وقال الرئيس عون للوزير الشيباني: "امامنا طريق طويل، ومتى صفت النوايا فان مصلحة بلدينا الشقيقين تسمو على كل الاعتبارات، وليس لدينا خيار سوى الاتفاق على ما يضمن هذه المصلحة".
ولفت الرئيس عون الى ان الوضع على الحدود اللبنانية-السورية بات أفضل من السابق، وان المسائل التي تستوجب المعالجة كما اتفقنا عليها مع الرئيس السوري احمد الشرع خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة أبرزها موضوع الحدود البرية والبحرية، وخط الغاز، ومسألة الموقوفين. وسنعمل على درس كل هذه القضايا انطلاقا من المصلحة المشتركة". وقال الرئيس عون: "المنطقة شبعت حروبا وهدرا للمقدرات التي ينبغي ان تستثمر حتى تعيش شعوبنا بكرامة بعدما دفعت الكثير من العذاب وعدم الاستقرار."
وحمّل الرئيس عون الوزير الشيباني تحياته الى الرئيس الشرع، مجددا الدعوة له لزيارة لبنان.
وكان الوزير الشيباني نقل في مستهل الاجتماع الى الرئيس عون تحيات الرئيس الشرع، شاكرا الحفاوة التي لقيها خلال هذه الزيارة، مؤكدا على أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع بين لبنان وسوريا والتي يفترض تعميقها وتصحيح ما حصل في السابق والذي اساء الى صورة سوريا.
ودعا الوزير السوري الى تعميق التعاون في كل المجالات لاسيما المجالين الاقتصادي والتجاري مع وجود هذا الانفتاح على سوريا وبعد رفع العقوبات عنها، لان لبنان يمكن ان يستفيد من هذه التطورات الإيجابية. وجدد الوزير الشيباني التأكيد على سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون. "ونتطلع الى ان نطوي صفحة الماضي لأننا نريد ان نصنع المستقبل." وقال ان بلاده جاهزة لمناقشة أي ملف عالق سواء كان ملفا اقتصاديا او امنيا. اضاف : "لقد عانت شعوبنا من الحروب والمآسي، فلنجرب السلام." وجدد الوزير الشيباني دعوة الرئيس الشرع للرئيس عون لزيارة سوريا، وقال: "لبنان بلد الفرح والسعادة، وقدرنا ان تكون علاقاتنا الثنائية مرتكزة على أساس الاخوة والتعاون."
وضم الوفد السوري الى الوزيرين الشيباني والويس: رئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان، ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية محمد الأحمد، ومدير الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية محمد العمر، ومدير الشؤون القانونية في وزارة الداخلية العميد سامر الحسين، ورئيس مكتب وزير الخارجية عبادة دياب.
وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ووزير العدل عادل نصار، وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية.
تصريح الشيباني: وبعد اللقاء، ادلى الوزير الشيباني بالتصريح التالي الى الصحافيين: "إن هذه الزيارة جاءت بتوجيه مباشر من فخامة الرئيس احمد الشرع، تأكيدا على عمق العلاقات السورية-اللبنانية وأيضا لفتح صفحة جديدة فيها مبنية على الإحترام والتعاون، وحل جميع الملفات العالقة في الماضي، وبدء علاقات إقتصادية وإستثمارية، مستفيدين من المناخ السياسي تجاه المنطقة، خاصة وإنه بعد إسقاط النظام السابق فإن سوريا تعيش مرحلة من التعافي وإعادة الإعمار يجب ان تنعكس أيجابا على لبنان وعلى العلاقة الأخوية والتاريخية بين الشعبين."
سئل: الأولوية اليوم لمعالجة الأوضاع مع لبنان: الموقوفون السجناء، ترسيم الحدود البحرية والبرية...
أجاب: كل هذه القضايا على رأس الأولويات بالتأكيد. هناك مواضيع قد تهم الجانب السوري أكثر، ومواضيع تهم الجانب اللبناني بشكل أكبر، ولذلك وضعناها كافة على طاولة المناقشات، وهناك لجان تنظر فيها ونتوقع ان يتم حل جميع هذه الأمور التي تعيق الإنفتاح في العلاقة بشكل أكبر بإتجاه المستقبل. نريد ان نتجاوز الماضي، ونبدأ بعلاقات منفتحة تعود بالمنفعة على الشعبين.
سئل: ماذا عن موضوع النازحين السوريين؟
أجاب: اللاجئون السوريون عندما نزحوا من سوريا لم يكن الأمر بإختيارهم. كانت هناك حرب مدمرة يقودها النظام السابق ضد الشعب السوري، وهذا ما أجبرهم على الهجرة الى بلدان الجوار. وكان لبنان احد الدول التي إستضافتهم. ونحن نشكره وشعبه على هذا الكرم وهذه الإستضافة. ونتوقع بعد زوال السبب الذي كان دفع الناس الى الهجرة والنزوح ان يتم حل هذا الموضوع تدريجا. هناك خطط نناقشها اليوم بدعم دولي لكي تكون هناك عودة كريمة ومستدامة، وتعالج الوضع ما بعد الحرب في سوريا من خلال البنى التحتية وإعادة الإعمار وغير ذلك.
سئل: هل ستكون هذه الزيارة مقدمة لزيارة الرئيس الشرع الى لبنان؟
أجاب : في العلاقات بين الجيران ليس هناك أي مانع. بالعكس، نحن نترقب زيارة فخامة الرئيس اللبناني، وأيضا زيارة فخامة الرئيس السوري الى لبنان.
سئل: هل نقلتم دعوة للرئيس عون؟
أجاب: نعم نقلنا الدعوة.
معلومات: وأشارت المعلومات الى ان عندما فاتح الشيباني عون بالدعوة إلى زيارة سوريا قال الأخير "هناك أولاً الكثير من الملفات العالقة والاتفاقات التي يجب أن تقام مع سوريا وتحديداً في موضوع تعيين سفير سوري لكي تبدأ هذه العلاقات بشكل واضح".
السراي: ثم انتقل الشيباني والوفد المرافق الى السراي الحكومي يرافقه الوزير رجي للقاء الرئيس نواف سلام وإجراء محادثات معه.
وعُقد في السراي الحكومي اجتماعٌ بين سلام، ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ورجي، ووزير العدل عادل نصّار، مع الشيباني، ووزير العدل مظهر الويس، والوفد المرافق.
اللقاء الذي جرى في أجواء إيجابية وبنّاءة، تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، حيث تمّ التأكيد على الرغبة المشتركة في فتح صفحة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، وصون سيادة كلٍّ من البلدين واستقلال قرارهما الوطني.
وشكّل الاجتماع مناسبة للتداول في عدد من الملفات المشتركة، من بينها ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الصديقة، إضافةً إلى ملف الموقوفين السوريين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في سوريا.
كما تمّ التطرّق إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية بما يعزّز المصلحة المتبادلة ويواكب المتغيّرات، وإلى إمكانيات تعزيز التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار في سوريا بما يتيح للبنان المساهمة في هذا المسار من خلال خبراته وقدراته.
وأكد الرئيس سلام خلال اللقاء أن لبنان حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع سوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ، مشدّدًا على أن الانفتاح والحوار الصادق هما الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار في البلدين والمنطقة.
من جهته، أعرب الوفد السوري عن تقديره لجهود الحكومة اللبنانية ورغبتها الصادقة في تطوير العلاقات الثنائية، مؤكّدًا استعداد دمشق لمواصلة التنسيق والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصلحة العامة للبلدين.
متري: بعد انتهاء الاجتماع تحدث نائب رئيس الحكومة طارق متري فقال:"بحثنا اليوم في العلاقات اللبنانية- السورية وعقدنا العزم معا ان نعالج كل المسائل بروح طيبة وبسرعة ، فالإرادة السياسية عند الأخوة السوريين وعندنا نحن في لبنان هي لمعالجة كل القضايا ، من غير محرمات ومن دون الوقوع في منطق المقايضة ، نحن اخوة وأصدقاء وجيران وقد فتحنا صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية لم يشهدها التاريخ الحديث ، أي خلال الخمسين سنة الماضية ، وقد سعدنا بهذا اللقاء وياتي ليتوج سلسلة من الاتصالات والاجتماعات التي عقدت في بيروت ويفتح الباب أمام لقاءات اخرى على كل المستويات بما فيها المستويات الوزارية .
الشيباني: من ناحيته قال الوزير الشيباني: "نحن سعداء جدا بوجودنا في الدولة الجارة لبنان، وكما تفضل دولة الرئيس لقد فتحنا اليوم صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات بين سوريا ولبنان علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمستقبل المشترك، وهناك فرص كبيرة جدا في منطقتنا وفي سوريا ولبنان وعلى كافة الصعد الاقتصادية والاستثماريّة، واكدنا اليوم في حديثنا مع فخامة الرئيس، وكذلك مع دولة الرئيس نواف سلام ومع معالي وزير الخارجية، حول مختلف المواضيع التي تحتاج إلى نقاش معمّق وإلى لجان تقنية، بما يدفع في عجلة علاقات هادئة ومستقرة، وتفتح المجال أمام شراكات استراتيجية، وهذه القضايا هي تهمّ الجانب اللبناني والجانب السوري على حد سواء، ومن ابرز هذه القضايا هي ما يتعلق باعادة تسريع قضية الموقوفين السوريين في سجن رومية، وقد احدثنا اليوم تقدما كبيرا جدا في هذا الملف، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة، كما تكلمنا عن برنامج اعادة اللاجئين عودة كريمة الى ديارهم وبلدهم، كما تحدثنا على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار، ومن خلال اجتماعات تقنية بين السيد معاون وزير الداخلية والسيد رئيس الاستخبارات السورية في البلدين، ونظرائهم اللبنانيين، وأكدنا على تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي المشتركة بين البلدين، كما تطرقنا إلى سبل عقد لجان تقنية واقتصادية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والاستثمار في القطاعين الخاص والعام.
ونؤكد أن هذه الزيارة هي زيارة تاريخية ومهمة جدًا لكلا الطرفين، وأن شكل العلاقة اليوم بين سوريا ولبنان سينتقل من العلاقة التي كانت في السابق في عهد النظام البائد إلى علاقة مبنية على الاحترام بين الأشقاء والاخوة.
نشكركم على حفاوة الاستقبال والاستضافة، ونتمنى أن تكون هذه الزيارات متبادلة بشكل دائم بين الجانب اللبناني وسوريا.
اجتماعات امنية: وعقد أيضا في السراي اجتماع بين المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومساعد وزير الداخلية السوري للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان.كما عقد اجتماع بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة.
الخارجية: وفي الخارجية حيث استهل لقاءاته، استقبل الوزير رجي، قبل الظهر، الشيباني الذي لبّى الدعوة لزيارة بيروت، وعقدا لقاء ثنائيا تبعه جلسة محادثات موسّعة بين الجانب اللبناني والوفد السوري.
رحب الوزير رجّي بضيفه وأكد أن زيارته الى لبنان تاريخية منتظرة وتحمل في طياتها رغبة حقيقية جادة ومشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو آفاق رحبة في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها بما يخدم مصالح البلدين، واحترام سيادتهما.
وتطرق البحث الى الملفات العالقة وعلى رأسها ترسيم الحدود وملف المفقودين في لبنان وسوريا، والموقوفين والسجناء السوريين في لبنان، إضافة الى قضية عودة النازحين السوريين، وأهمية إعادة النظر بالمعاهدات والاتفاقيات التي فـُرضت على لبنان في عهد النظام السوري السابق.
بدوره، شكر الوزير شيباني خلال اللقاء الوزير رجّي على دعوته وأكد أن زيارته التي أتت أيضا بتوجيه من الرئيس السوري أحمد الشرع تحمل معان كبيرة جدا وهي فاتحة طريق لبناء علاقات بين البلدين على أسس من التعاون. وقال إن هناك فرصة تاريخية حاليا لتطوير هذه العلاقات وعدم حصرها بالشقين الأمني والسياسي، مؤكدا وجود آفاق واسعة للتعاون في مجالات شتّى، مقترحاً تشكيل مجالس للتعاون المشترك في قطاعات عدة.
وبعد اللقاء، عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الوزير رجّي بالتأكيد أن صفحة جديدة فـُتحت بين البلدين بعد سقوط النظام السوري السابق الذي عانى منه كثيرا شعبا البلدين. وأشاد بقرار سوريا تعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني السوري وأثنى عليه باعتباره خطوة على المسار السليم تؤكد عودة العلاقات بين البلدين الى إطارها الصحيح. كما ثمّن التأكيدات السورية على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية واحترام سيادته، وهو أمرٌ يرحب به الشعب اللبناني. وأكد كذلك أنه تمّ الاتفاق على تأليف لجان لمعالجة كل المسائل العالقة، وهناك حسن نوايا والتزام من الجانبين ورغبة جادة في العمل سوياً في مسارٍ يحقق السلم والأمان والإزدهار الإقتصادي للبلدين.
من جهته، شكر الوزير الشيباني الوزير رجّي على حفاوة الاستقبال، وأكد أن القيادة السورية الحالية تتطلع الى بناء علاقات سياسية مع دول الجوار قائمة على التعاون والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها. وشدد على أن زيارته تعبّر عن توجّه جديد لدى سوريا تجاه لبنان الذي تكنّ له كل احترام وتقدير، وتريد أن تتجاوز معه عقبات المرحلة الماضية التي كان الشعب السوري أحد ضحاياها. وأضاف الوزير شيباني أن الحكم الحالي في سوريا يريد أن ينقل العلاقة مع لبنان من العلاقة الأمنية التي كانت سائدة في الماضي الى علاقة سياسية واقتصادية متطورة تصب في صالح شعبين. وشكر أخيرا لبنان على استضافته للنازحين السوريين وتحمّل الأعباء رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه، معرباً عن أمله في إيجاد حل لهذا الملف سريعا.
الوصول: وكان قد وصل الشيباني إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، قبل ظهر اليوم، على رأس وفد .وكان في استقباله على أرض مطار بيروت مديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة رلى نور الدين والقنصل رودريغ خوري من وزارة الخارجية اللبنانية والقائم بأعمال السفارة والسورية في لبنان علي دغمان.
بعبدا: في بعبدا، ابلغ رئيس الجمهورية وزير الخارجية السورية خلال استقباله مع وزير العدل السوري ، والوفد المرافق، ان لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسوريا.
واعتبر الرئيس عون ان تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتم من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كل الملفات العالقة، واهمها الاتفاقيات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتما الى إعادة ودرس وتقييم. وأشار الى ان القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني-السوري يستوجب تفعيل العلاقات الديبلوماسية. "وننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت." وقال الرئيس عون للوزير الشيباني: "امامنا طريق طويل، ومتى صفت النوايا فان مصلحة بلدينا الشقيقين تسمو على كل الاعتبارات، وليس لدينا خيار سوى الاتفاق على ما يضمن هذه المصلحة".
ولفت الرئيس عون الى ان الوضع على الحدود اللبنانية-السورية بات أفضل من السابق، وان المسائل التي تستوجب المعالجة كما اتفقنا عليها مع الرئيس السوري احمد الشرع خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة أبرزها موضوع الحدود البرية والبحرية، وخط الغاز، ومسألة الموقوفين. وسنعمل على درس كل هذه القضايا انطلاقا من المصلحة المشتركة". وقال الرئيس عون: "المنطقة شبعت حروبا وهدرا للمقدرات التي ينبغي ان تستثمر حتى تعيش شعوبنا بكرامة بعدما دفعت الكثير من العذاب وعدم الاستقرار."
وحمّل الرئيس عون الوزير الشيباني تحياته الى الرئيس الشرع، مجددا الدعوة له لزيارة لبنان.
وكان الوزير الشيباني نقل في مستهل الاجتماع الى الرئيس عون تحيات الرئيس الشرع، شاكرا الحفاوة التي لقيها خلال هذه الزيارة، مؤكدا على أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع بين لبنان وسوريا والتي يفترض تعميقها وتصحيح ما حصل في السابق والذي اساء الى صورة سوريا.
ودعا الوزير السوري الى تعميق التعاون في كل المجالات لاسيما المجالين الاقتصادي والتجاري مع وجود هذا الانفتاح على سوريا وبعد رفع العقوبات عنها، لان لبنان يمكن ان يستفيد من هذه التطورات الإيجابية. وجدد الوزير الشيباني التأكيد على سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون. "ونتطلع الى ان نطوي صفحة الماضي لأننا نريد ان نصنع المستقبل." وقال ان بلاده جاهزة لمناقشة أي ملف عالق سواء كان ملفا اقتصاديا او امنيا. اضاف : "لقد عانت شعوبنا من الحروب والمآسي، فلنجرب السلام." وجدد الوزير الشيباني دعوة الرئيس الشرع للرئيس عون لزيارة سوريا، وقال: "لبنان بلد الفرح والسعادة، وقدرنا ان تكون علاقاتنا الثنائية مرتكزة على أساس الاخوة والتعاون."
وضم الوفد السوري الى الوزيرين الشيباني والويس: رئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان، ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية محمد الأحمد، ومدير الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية محمد العمر، ومدير الشؤون القانونية في وزارة الداخلية العميد سامر الحسين، ورئيس مكتب وزير الخارجية عبادة دياب.
وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ووزير العدل عادل نصار، وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية.
تصريح الشيباني: وبعد اللقاء، ادلى الوزير الشيباني بالتصريح التالي الى الصحافيين: "إن هذه الزيارة جاءت بتوجيه مباشر من فخامة الرئيس احمد الشرع، تأكيدا على عمق العلاقات السورية-اللبنانية وأيضا لفتح صفحة جديدة فيها مبنية على الإحترام والتعاون، وحل جميع الملفات العالقة في الماضي، وبدء علاقات إقتصادية وإستثمارية، مستفيدين من المناخ السياسي تجاه المنطقة، خاصة وإنه بعد إسقاط النظام السابق فإن سوريا تعيش مرحلة من التعافي وإعادة الإعمار يجب ان تنعكس أيجابا على لبنان وعلى العلاقة الأخوية والتاريخية بين الشعبين."
سئل: الأولوية اليوم لمعالجة الأوضاع مع لبنان: الموقوفون السجناء، ترسيم الحدود البحرية والبرية...
أجاب: كل هذه القضايا على رأس الأولويات بالتأكيد. هناك مواضيع قد تهم الجانب السوري أكثر، ومواضيع تهم الجانب اللبناني بشكل أكبر، ولذلك وضعناها كافة على طاولة المناقشات، وهناك لجان تنظر فيها ونتوقع ان يتم حل جميع هذه الأمور التي تعيق الإنفتاح في العلاقة بشكل أكبر بإتجاه المستقبل. نريد ان نتجاوز الماضي، ونبدأ بعلاقات منفتحة تعود بالمنفعة على الشعبين.
سئل: ماذا عن موضوع النازحين السوريين؟
أجاب: اللاجئون السوريون عندما نزحوا من سوريا لم يكن الأمر بإختيارهم. كانت هناك حرب مدمرة يقودها النظام السابق ضد الشعب السوري، وهذا ما أجبرهم على الهجرة الى بلدان الجوار. وكان لبنان احد الدول التي إستضافتهم. ونحن نشكره وشعبه على هذا الكرم وهذه الإستضافة. ونتوقع بعد زوال السبب الذي كان دفع الناس الى الهجرة والنزوح ان يتم حل هذا الموضوع تدريجا. هناك خطط نناقشها اليوم بدعم دولي لكي تكون هناك عودة كريمة ومستدامة، وتعالج الوضع ما بعد الحرب في سوريا من خلال البنى التحتية وإعادة الإعمار وغير ذلك.
سئل: هل ستكون هذه الزيارة مقدمة لزيارة الرئيس الشرع الى لبنان؟
أجاب : في العلاقات بين الجيران ليس هناك أي مانع. بالعكس، نحن نترقب زيارة فخامة الرئيس اللبناني، وأيضا زيارة فخامة الرئيس السوري الى لبنان.
سئل: هل نقلتم دعوة للرئيس عون؟
أجاب: نعم نقلنا الدعوة.
معلومات: وأشارت المعلومات الى ان عندما فاتح الشيباني عون بالدعوة إلى زيارة سوريا قال الأخير "هناك أولاً الكثير من الملفات العالقة والاتفاقات التي يجب أن تقام مع سوريا وتحديداً في موضوع تعيين سفير سوري لكي تبدأ هذه العلاقات بشكل واضح".
السراي: ثم انتقل الشيباني والوفد المرافق الى السراي الحكومي يرافقه الوزير رجي للقاء الرئيس نواف سلام وإجراء محادثات معه.
وعُقد في السراي الحكومي اجتماعٌ بين سلام، ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ورجي، ووزير العدل عادل نصّار، مع الشيباني، ووزير العدل مظهر الويس، والوفد المرافق.
اللقاء الذي جرى في أجواء إيجابية وبنّاءة، تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، حيث تمّ التأكيد على الرغبة المشتركة في فتح صفحة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، وصون سيادة كلٍّ من البلدين واستقلال قرارهما الوطني.
وشكّل الاجتماع مناسبة للتداول في عدد من الملفات المشتركة، من بينها ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الصديقة، إضافةً إلى ملف الموقوفين السوريين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في سوريا.
كما تمّ التطرّق إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية بما يعزّز المصلحة المتبادلة ويواكب المتغيّرات، وإلى إمكانيات تعزيز التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار في سوريا بما يتيح للبنان المساهمة في هذا المسار من خلال خبراته وقدراته.
وأكد الرئيس سلام خلال اللقاء أن لبنان حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع سوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ، مشدّدًا على أن الانفتاح والحوار الصادق هما الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار في البلدين والمنطقة.
من جهته، أعرب الوفد السوري عن تقديره لجهود الحكومة اللبنانية ورغبتها الصادقة في تطوير العلاقات الثنائية، مؤكّدًا استعداد دمشق لمواصلة التنسيق والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصلحة العامة للبلدين.
متري: بعد انتهاء الاجتماع تحدث نائب رئيس الحكومة طارق متري فقال:"بحثنا اليوم في العلاقات اللبنانية- السورية وعقدنا العزم معا ان نعالج كل المسائل بروح طيبة وبسرعة ، فالإرادة السياسية عند الأخوة السوريين وعندنا نحن في لبنان هي لمعالجة كل القضايا ، من غير محرمات ومن دون الوقوع في منطق المقايضة ، نحن اخوة وأصدقاء وجيران وقد فتحنا صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية لم يشهدها التاريخ الحديث ، أي خلال الخمسين سنة الماضية ، وقد سعدنا بهذا اللقاء وياتي ليتوج سلسلة من الاتصالات والاجتماعات التي عقدت في بيروت ويفتح الباب أمام لقاءات اخرى على كل المستويات بما فيها المستويات الوزارية .
الشيباني: من ناحيته قال الوزير الشيباني: "نحن سعداء جدا بوجودنا في الدولة الجارة لبنان، وكما تفضل دولة الرئيس لقد فتحنا اليوم صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات بين سوريا ولبنان علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمستقبل المشترك، وهناك فرص كبيرة جدا في منطقتنا وفي سوريا ولبنان وعلى كافة الصعد الاقتصادية والاستثماريّة، واكدنا اليوم في حديثنا مع فخامة الرئيس، وكذلك مع دولة الرئيس نواف سلام ومع معالي وزير الخارجية، حول مختلف المواضيع التي تحتاج إلى نقاش معمّق وإلى لجان تقنية، بما يدفع في عجلة علاقات هادئة ومستقرة، وتفتح المجال أمام شراكات استراتيجية، وهذه القضايا هي تهمّ الجانب اللبناني والجانب السوري على حد سواء، ومن ابرز هذه القضايا هي ما يتعلق باعادة تسريع قضية الموقوفين السوريين في سجن رومية، وقد احدثنا اليوم تقدما كبيرا جدا في هذا الملف، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة، كما تكلمنا عن برنامج اعادة اللاجئين عودة كريمة الى ديارهم وبلدهم، كما تحدثنا على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار، ومن خلال اجتماعات تقنية بين السيد معاون وزير الداخلية والسيد رئيس الاستخبارات السورية في البلدين، ونظرائهم اللبنانيين، وأكدنا على تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي المشتركة بين البلدين، كما تطرقنا إلى سبل عقد لجان تقنية واقتصادية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والاستثمار في القطاعين الخاص والعام.
ونؤكد أن هذه الزيارة هي زيارة تاريخية ومهمة جدًا لكلا الطرفين، وأن شكل العلاقة اليوم بين سوريا ولبنان سينتقل من العلاقة التي كانت في السابق في عهد النظام البائد إلى علاقة مبنية على الاحترام بين الأشقاء والاخوة.
نشكركم على حفاوة الاستقبال والاستضافة، ونتمنى أن تكون هذه الزيارات متبادلة بشكل دائم بين الجانب اللبناني وسوريا.
اجتماعات امنية: وعقد أيضا في السراي اجتماع بين المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومساعد وزير الداخلية السوري للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان.كما عقد اجتماع بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة.
الخارجية: وفي الخارجية حيث استهل لقاءاته، استقبل الوزير رجي، قبل الظهر، الشيباني الذي لبّى الدعوة لزيارة بيروت، وعقدا لقاء ثنائيا تبعه جلسة محادثات موسّعة بين الجانب اللبناني والوفد السوري.
رحب الوزير رجّي بضيفه وأكد أن زيارته الى لبنان تاريخية منتظرة وتحمل في طياتها رغبة حقيقية جادة ومشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو آفاق رحبة في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها بما يخدم مصالح البلدين، واحترام سيادتهما.
وتطرق البحث الى الملفات العالقة وعلى رأسها ترسيم الحدود وملف المفقودين في لبنان وسوريا، والموقوفين والسجناء السوريين في لبنان، إضافة الى قضية عودة النازحين السوريين، وأهمية إعادة النظر بالمعاهدات والاتفاقيات التي فـُرضت على لبنان في عهد النظام السوري السابق.
بدوره، شكر الوزير شيباني خلال اللقاء الوزير رجّي على دعوته وأكد أن زيارته التي أتت أيضا بتوجيه من الرئيس السوري أحمد الشرع تحمل معان كبيرة جدا وهي فاتحة طريق لبناء علاقات بين البلدين على أسس من التعاون. وقال إن هناك فرصة تاريخية حاليا لتطوير هذه العلاقات وعدم حصرها بالشقين الأمني والسياسي، مؤكدا وجود آفاق واسعة للتعاون في مجالات شتّى، مقترحاً تشكيل مجالس للتعاون المشترك في قطاعات عدة.
وبعد اللقاء، عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الوزير رجّي بالتأكيد أن صفحة جديدة فـُتحت بين البلدين بعد سقوط النظام السوري السابق الذي عانى منه كثيرا شعبا البلدين. وأشاد بقرار سوريا تعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني السوري وأثنى عليه باعتباره خطوة على المسار السليم تؤكد عودة العلاقات بين البلدين الى إطارها الصحيح. كما ثمّن التأكيدات السورية على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية واحترام سيادته، وهو أمرٌ يرحب به الشعب اللبناني. وأكد كذلك أنه تمّ الاتفاق على تأليف لجان لمعالجة كل المسائل العالقة، وهناك حسن نوايا والتزام من الجانبين ورغبة جادة في العمل سوياً في مسارٍ يحقق السلم والأمان والإزدهار الإقتصادي للبلدين.
من جهته، شكر الوزير الشيباني الوزير رجّي على حفاوة الاستقبال، وأكد أن القيادة السورية الحالية تتطلع الى بناء علاقات سياسية مع دول الجوار قائمة على التعاون والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها. وشدد على أن زيارته تعبّر عن توجّه جديد لدى سوريا تجاه لبنان الذي تكنّ له كل احترام وتقدير، وتريد أن تتجاوز معه عقبات المرحلة الماضية التي كان الشعب السوري أحد ضحاياها. وأضاف الوزير شيباني أن الحكم الحالي في سوريا يريد أن ينقل العلاقة مع لبنان من العلاقة الأمنية التي كانت سائدة في الماضي الى علاقة سياسية واقتصادية متطورة تصب في صالح شعبين. وشكر أخيرا لبنان على استضافته للنازحين السوريين وتحمّل الأعباء رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه، معرباً عن أمله في إيجاد حل لهذا الملف سريعا.
الوصول: وكان قد وصل الشيباني إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، قبل ظهر اليوم، على رأس وفد .وكان في استقباله على أرض مطار بيروت مديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة رلى نور الدين والقنصل رودريغ خوري من وزارة الخارجية اللبنانية والقائم بأعمال السفارة والسورية في لبنان علي دغمان.