مشرف اميركي جديد على المنطقة ورئيس "الميكانيزم" يجول اجتماعات دورية لوقف الاعمال العدائيـــة وغارات عنيفــة بقاعاً

وال-سيل التحذيرات الخارجية من مغبة عدم امتثال لبنان للنصائح بضرورة حصر السلاح بيد الدولة سريعاً، تفرض ايقاعها على الوضع الداخلي، متزامنة مع تصعيد اسرائيلي ميداني تركز اليوم بقاعاً، ينذر بتجدد الحرب الاسرائيلية على لبنان.

بيد ان الملف الامني لم يحجب الضوء عن استمرار البحث في قانون الانتخاب وجولات النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين على الرؤساء، وقد حطوا اليوم في السراي حيث اكد لهم الرئيس نواف سلام ان مجلس النواب إذا لم يتحمل مسؤولياته في وقت يسمح بقيام الانتخابات في وقتها ويسهل اقتراع المغتربين، فستتحمل عندها الحكومة مسؤولياتها وترسل الى المجلس مشروع قانون معجل ليتم إقراره والتصويت عليه".

ريبورن: تصدّر الوضع الامني الدقيق الحدث المحلي اذاً، في حين أفيد عن تولي جويل ريبورن رسميًا منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بعد التصويت لصالح تعيينه من اللجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، وأنه أصبح المشرف على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما في ذلك لبنان وسوريا وإسرائيل ومصر والعراق.

اجتماعات دورية: ليس بعيدا، جال الرئيس الجديد للجنة الاشراف على وقف الاعمال الحربية ( الميكانيزم) الجنرال الأميركي JOSEPH CLEARFIELD اليوم على المسؤولين اللبنانيين، حيث اطلع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على أجواء اجتماع لجنة "الميكانيزم"، لافتا الى ان اجتماعاتها "ستصبح دورية بهدف العمل على تثبيت وقف الاعمال العدائية في الجنوب"، ومشيرا الى وضع سلسلة خطوات لتحقيق هذا الهدف.

وضع حد لاسرائيل: بدوره، أبلغ عون كليرفيلد خلال استقباله قبل الظهر، بضرورة تفعيل عمل لجنة " الميكانيزم" لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على لبنان وانتهاك الاتفاق الذي تم التوصل اليه في شهر تشرين الثاني الماضي. واكد الرئيس عون خلال اللقاء الذي حضره القائم بالاعمال الأميركي في لبنان KEITH HANINGAN ان "لبنان الذي التزم اتفاق وقف الاعمال العسكرية منذ إعلانه، يعلق امالا كبيرة على عمل لجنة الاشراف للمساعدة في إعادة الاستقرار الى منطقة الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية التي لا مبرر لها وغير مقبولة لاسيما وانها تستهدف مدنيين ومؤسسات تجارية وصناعية وغيرها". وفيما اكد الرئيس عون ان الجيش اللبناني" يقوم بواجبه كاملا في جنوب الليطاني ويعزز انتشاره يوما بعد يوم"، فانه طالب" بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها حتى يتمكن الجيش من استكمال انتشاره حتى الحدود الجنوبية الدولية"، لافتا الى "ما حققه الجيش حتى الان لجهة " تنظيف" الأماكن التي حل فيها وإلغاء المظاهر المسلحة والكشف على الانفاق ومصادرة كل أنواع الأسلحة والذخائر على رغم الصعوبة الجغرافية للجنوب". وأشار الى ان" لبنان ملتزم تطبيق كل التدابير الأمنية التي اتخذتها قيادة الجيش وسوف يستمر في عمله، واي مساعدة تقدمها لجنة الاشراف ستساعد حتما على انهاء الوضع غير الآمن في المناطق الحدودية بحيث ينعم أهلها من جديد بالاستقرار والأمان، وهذا الواقع هو لمصلحة الجميع لان ما من احد من أبناء الجنوب خصوصا ولبنان عموما، يريد العودة الى حالة الحرب".

انتهاك وتعطيل: ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الجنرال كليرفيلد واثار امامه موضوع مواصلة إسرائيل إعتداءاتها اليومية بغارات جوية استهدفت ولا تزال تستهدف المدنيين والبنى الإقتصادية والصناعية والزراعية في الجنوب وكل لبنان ، وإستمرار إحتلالها لمناطق لبنانية واسعة على طول خط الحدود في إنتهاك واضح للإتفاق وتعطيلاً لتنفيذ القرار 1701 . بدوره الجنرال كليرفيلد عرض لرئيس المجلس جدول أعمال اللجنة الخماسية للمرحلة المقبلة وآليات عملها وتحركها ، آملاً أن تشهد تقدماً ملحوظاً على صعيد عملها لجهة وقف إطلاق النار وإنسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها .

لبنان ملتزم: بعدها، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الوفد الاميركي في السراي حيث استعرض الجنرال كليرفيلد خلال اللقاء تفعيل عمل اجتماعات لجنة “الميكانيزم” والتنسيق القائم مع الجانب اللبناني، مشيرا إلى "أن الاجتماعات أصبحت دورية وتهدف إلى تثبيت وقف الأعمال العدائية في الجنوب". وشدد الرئيس سلام على "أنّ لبنان ملتزم بإنهاء عملية حصر السلاح جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام، كما ورد في خطة الجيش اللبناني"، مؤكدا في المقابل "أن على إسرائيل أن تقوم بواجباتها والتزاماتها لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها المستمرة".

غارات عنيفة: على وقع هذه المواقف، كان الطيران الحربي الاسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة بلغ عددها نحو عشرين، على جرود السلسلة الشرقية محلة الشعرا والغربية في البقاع ، بالتزامن مع تحليق فوق سهل البقاع على علو منخفض. وشن الطيران غارتين على جرود الهرمل. وبينما ترددت معلومات عن سقوط قتيلين في حصيلة اولية، سجلت إصابات طفيفة نتيجة تحطّم الزجاج في ثانوية شمسطار، بسبب الغارات الإسرائيلية ما تسبب بحالات إغماء بين التلامذة، بينما اندلعت حرائق كبيرة في النقاط المستهدفة عمل الدفاع المدني على اخمادها.

انتاج صواريخ: و بينما قالت القناة 12 الإسرائيلية ان 5 مقاتلات نفذت غارات على 16 هدفا شرقي لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه نفّذ "غارات على معسكر وعلى موقع لانتاج صواريخ دقيقة تابعين لحزب الله في منطقتيْ البقاع وشمال لبنان". وقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي على منصة "أكس": "أغارت طائرات سلاح الجو على عدة أهداف لحزب الله في منطقة البقاع ومن بينها معسكر استخدم لتدريب عناصر حزب الله والذي شوهد في داخله عناصر من التنظيم". وأضاف "لقد استخدم حزب الله المعسكر بغية تدريب وتأهيل عناصره وبهدف التخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات ضد إسرائيل، كما هاجم الجيش الإسرائيلي بنى تحتية عسكرية داخل موقع لانتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان إلى جانب بنى تحتية داخل موقع عسكري لحزب الله في منطقة شربين في شمال لبنان".

لا تهاون: وسط هذه الاجواء، قال الرئيس سلام بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى ان " لا تهاون في أي قرار تتخذه الحكومة بل هناك إصرار وإرادة وعزم لتحقيق كل ما يصدر عن مجلس الوزراء الحريص على تنفيذ قراراته بروية وحكمة ضمن اطار الدستور واتفاق الطائف والقوانين المرعية الإجراء التي هي بوصلة عمله وفق توجهاتها، ولن نسمح بالافتراء او بالتضليل على مسار النهج البناء الذي تتبعه حكومتنا المستمرة في الإصلاح والعمل لإنقاذ لبنان من براثن العدو الإسرائيلي المستمر في خرقه للسيادة اللبنانية، ولن تألوا الحكومة جهدا على الصعيد الديبلوماسي للتوصل الى الحل المنشود مع المبعوثين الدوليين وإعادة البناء والإعمار لكل المناطق التي استهدفها العدو الإسرائيلي".

لا تمديد او تأجيل: وعن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها قال "الحكومة تؤكد ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها المقررة في العام المقبل وأجهزتها على تأهب تام ، ومن غير المقبول التمديد أو التأجيل للمجلس النيابي الحالي وهذه فرضيات وآراء وتحليلات، الحكومة غير معنية فيها، الاستحقاق النيابي ينبغي أن يسمو ويعلو على أي اعتبار آخر والحكومة جاهزة لإجراء الانتخابات النيابية لتجديد العزيمة والإصرار على نهوض الدولة والقيام بواجباتها الدستورية على كافة الأراضي اللبنانية وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الطائف نصا وروحا".

عند سلام: في غضون ذلك، غاب قانون وزير الخارجية يوسف رجي حول تصويت الانتشار، عن جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بعد الظهر في بعبدا. وفي ظل معلومات عن ادراج هذا القانون على جدول اول جلسة وزارية مقبلة، استقبل سلام وفدا من النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين كانوا زاروا الرئيس عون أمس. وبعد اللقاء، تحدث النائب ميشال معوض قائلا "جئنا إلى دولة رئيس مجلس الوزراء، وتداولنا معه في ضرورة معالجة الخلل القائم في قانون الانتخابات النيابية الحالي، لا سيّما في ما يتعلّق بحق اللبنانيين المنتشرين في العالم بالمشاركة في العملية الانتخابية من خلال التصويت للنواب في دوائر نفوسهم. وقد شددنا على وجوب أن تبادر الحكومة، وبأسرع وقت، إلى إرسال مشروع قانون معجّل بمرسوم إحالة إلى مجلس النواب لتصحيح هذا الخلل، خصوصاً بعد أن كانت هي نفسها قد أشارت سابقاً إلى الغموض والالتباس القانوني الذي يعتري النص الحالي، ولا سيّما في موضوع توزيع المقاعد الستة المخصصة للمغتربين على القارات. وتابع ردا على سؤال عن موقف رئيس الحكومة "ان موقف الرئيس سلام واضح باتجاهين، فهو أولا مع حصول الانتخابات النيابية في وقتها، ويصر أن تكون العملية الانتخابية بحسب القانون والدستور في وقتها. وهو يعتبر، وهذا موقف الحكومة وليس فقط رئيس الحكومة أن القانون الحالي غير قابل للتطبيق نتيجة الالتباس والغموض، وهذا موقف اتخذه مجلس الوزراء. ومن هذا المنطلق يحث رئيس الحكومة المجلس النيابي بأن يقوم بواجباته ويشرع لتصبح العملية الانتخابية سليمة. إنما هو يقول بوضوح:" إذا لم يتحمل مجلس النواب مسؤولياته في وقت يسمح بقيام الانتخابات في وقتها ويسهل اقتراع المغتربين، فستتحمل عندها الحكومة مسؤولياتها وترسل الى المجلس مشروع قانون معجل ليتم إقراره والتصويت عليه".

جلسة تشريعية: ليس بعيدا، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة تعقد في الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء 28 الجاري، وذلك لمتابعة درس مشاريع وإقتراحات القوانين، التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول 2025.

مجلس الوزراء: اما مجلس الوزراء فحضر على طاولته، الوضع الامني والتفاوض مع اسرائيل، بالاضافة الى تعيينات ادارية وسلسلة ملفات اقتصادية ومالية، على وقع اضراب اليوم في القطاع العام. وسبقه لقاء بين الرئيسين عون وسلام ، جرى خلاله استعراض المستجدات السياسية والأمنية والمواضيع المطروحة على جدول أعمال المجلس.

متأخرون عن التطبيق: وكان الرئيس سلام اعلن في حديث لقناة "الميادين" :نحن متأخرون عشرات السنوات للحقيقة عن تطبيق اتّفاق الطائف الذي ينص بوضوح على حصرية السلاح بيد الدولة. مشروعنا هو إعادة بناء الدولة وهي لا يمكن أن تقوم بجيشين..وحول التطبيع، قال سلام: "إذا تم تطبيق مبادرة السلام العربية وانسحبت إسرائيل من أراضي الـ67 وأُقرت الدولة الفلسطينية فلكل حادث حديث”.

تقدم وتعاف: في السياق، اكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان بعد لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا ان" لبنان موجود على طاولة القرار، ولديه رئيس متمسّك بسيادة لبنان، والاستقرار، وحقوق الشعب، وهو يحظى بتقدير اللبنانيين والمجتمع الدولي. وقد تحقّق تقدّم في الملف المالي والتعافي، ليُصبح استرداد الودائع مفتاح الحلّ وأساسه". واشار الى ان" قانون الفجوة المالية هو قانون استرداد الودائع، والتفاوض قائم بشأنه على المستوى الحكومي ومع صندوق النقد الدولي، ونحن جاهزون في مجلس النواب عند وصول المشروع إلينا، بهدف حفظ حقوق اللبنانيين