مناوشات الجنوب تلامس الخط الاحمر ...استشهاد مدنيين واستهداف اعلاميين شيا عند الراعي وبكركي ترفع السقف: لن نقبل بتجرع الكأس ثالثة بري يتعهد بادراج التمديد لـ"العماد" بندا اول اذا...وجنبلاط عند باسيل

وال-لى حافة الخط الاحمر الاميركي للحرب الشاملة يقف اللاعبون بأمن لبنان والمنطقة موسعين مساحة انتشارهم وعملياتهم العسكرية وجنسياتهم وانتماءاتهم الحزبية. حدود لبنان الجنوبية باتت مشرّعة امام كل راغب بأطلاق صاروخ او استهداف اسرائيل نصرة لغزة، فيما الخطر يدق ابواب اللبنانيين بأعلى منسوب منذ 7 تشرين الاول الماضي. فهل ان استباحة ارض الجنوب واللعب بأمن لبنان واللبنانيين من ضمن عدة عمل "الكلمة للميدان" التي اعلن عنها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله السبت، ام تبقى مضبوطة على ايقاع الضغوط الدولية وتحت سقف الوعود؟

تصعيد الميدان يتخذ طابعاً أشمل، تقول مصادر سياسية لـ"المركزية" كونه بات حاجة لا بل ضرورة لحزب الله، عشية بدء البحث بالتسويات الكبرى التي تدور المفاوضات في شأنها بين قطر وعُمان، ذلك ان للحزب مصالح خاصة لا يمكن تحصيلها الا ميدانياً، من خلال توسيع رقعة المناوشات وملامستها الخط الاحمر لحجز مقعد له في المفاوضات باعتباره المفاوض لبنانيا ومن يريد التهدئة والتسوية فليحاورني لأن "الامر لي".

استشهاد مدنيين: التطورات الميدانية جنوبا الآخذة بالتوسع منذ الامس، تنذر بما لا تحمد عقباه. اليوم، افيد ان غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في عيناتا أدت إلى إستشهاد شخصين وجرح آخر من المدنيين صودف مرورهم بسيارتهم لحظة وقوع الغارة، في وقت تحدث اعلام اسرائيلي عن مقتل إسرائيلي متأثراً بإصابته جراء صاروخ مضاد للدروع أطلقه "حزب الله" أمس تجاه "دوفيف، وقد اعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية مقتل أحد موظفيها في هجوم صاروخي من لبنان الأحد. كما تم استهداف الموكب الإعلامي الذي كان يقوم بجولة في يارون بقذيفتين فأصيبمصور قناة "الجزيرة" عصام مواسي بجراح طفيفة وتضررت عربة البث.

قصف متبادل: الى ذلك، استهدف قصف مدفعي اسرائيلي منطقة "عين الزرقاء" بين طيرحرفا والناقورة وعلما الشعب واشتعلت النيران بالاحراج المتاخمة للخط الازرق قبالة بلدات الناقورة وعلما الشعب والضهيرة جراء القصف، في وقت وجهت المقاومة الإسلامية في لبنان رشقةكبيرة من الصواريخ من الجنوب باتجاه الأراضي المحتلة في الجليل الغربي حيث اعلن حزب الله "اننا إستهدفنا قوة ‏مشاة في موقع الضهيرة بالصواريخ وحقّقنا إصابات مباشرة". وقالت وسائل إعلام اسرائيلية ان عقب دوي صفارات الإنذار في الجليل الغربي تم رصد إطلاق 18 صاروخاً من لبنان. وتم الإعلان عن إصابتين في مستوطنة "نتوعا" جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان. واعلن الحزب "اننا إستهدفنا ‏قوة ‏مشاة قرب ثكنة ‏برانيت بالصواريخ الموجهة وأوقعنا فيها إصابات مؤكدة بين ‏قتيل وجريح". واعلن ايضا "اننا إستهدفنا موقع ‏الراهب ‏بالأسلحة المناسبة وحققنا فيه إصابات مباشرة‎". كما استهدف موقع بياض بليدا الإسرائيلي وموقع المرج في هونين المحتلة، وموقع ‏الرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وحققنا فيه إصابات مباشرة".. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي احد المنازل في حي "أبو لبن" في بلدة عيتا الشعب الحدودية للمرة الخامسة. وتعرضت أطراف رميش لقصف مدفعي.

رفض اسقاط القائد: على الضفة السياسية، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي غادرت بكركي من دون الادلاء باي تصريح. وتم التداول خلال اللقاء في مختلف المواضيع، وكان تشديد على ان احوج ما يكون اليه لبنان اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية، اذ ان الولايات المتحدة الاميركية مهتمة باستقرار لبنان على كل الصعد، وترفض دخوله في حرب غزة. وفي موضوع انتهاء ولاية قائد الجيش، كرر البطريرك الراعي "موقفه الرافض لاسقاط قائد الجيش". وقال الراعي أمام زواره: "يخلقون العقد والمطلوب واحد وهو انتخاب رئيس للجمهورية".

سكاف: كما استقبل البطريرك النائب غسان سكاف الذي قال بعد اللقاء "بكركي لن تسلّم بتغييب الموارنة عن القرار السياسي والعسكري ولن تقبل بتجرّع الكأس الثالثة بعدم وجود ماروني في موقع قيادة الجيش بعد موقع الرئاسة وحاكمية مصرف لبنان". وتابع: "نخشى من ترتيب شرق أوسط جديد من دون المسيحيين لذلك من الضروري توافق أهل البيت الماروني أولاً ثم البيت الوطني، والمؤسسة العسكرية أمام وضع مصيري ممكن أن يُهدّد أمن البلد لذلك علينا إبعادها عن مرارة الشغور".

بري يتعهد: وكان التمديد لقائد الجيش عنوان الحركة السياسية اليوم. فقد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وفد كتلة الجمهورية القوية النيابية برئاسة النائب جورج عدوان باحثة معه في مشروع قانون تأجيل التسريح لرتبة عماد، الذي تقدمت به منذ ايام. بعد اللقاء، قال عدوان: الظرف الاستثنائي دفعنا الى سلوك طريق استثنائي في ملف قيادة الجيش ويجب الا نترك الامور للحظة الاخيرة واخذنا وعدا من بري بأنه سيتريث حتى نهاية الشهر وبعدها سيعين جلسة سيكون اقتراحنا اول بنودها. اضاف: بري يفضل ان يتم التمديد عبر مجلس الوزراء واذا لم يحصل ذلك ودعينا الى جلسة لمجلس النواب سنحدد موقفنا من كيفية التعاطي معها في وقت لاحق آخذين في الاعتبار الاوضاع كلها.

باسيل تخطى كل الحدود: الى ذلك، وغداة تجديد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رفضه التمديد لقائد الجيش، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، بيان قالت فيه "ندرك تماماً بأن الوقت اليوم ليس للسجالات السياسية، إنما لمنع الحرب التي، ويا للأسف، ينزلق البلد باتجاهها رويداً رويداً بفعل التغييب المستمر للدولة، ولكن الأمور مع باسيل تتخطى كل حدود ممكنة في قضية لها علاقة بالأمن القومي، الأمر الذي يتطلّب توضيح بعض النقاط التي أثارها في موقفه الرافض للتمديد لقائد الجيش. أولاً، قال النائب باسيل بأن “موقفه ثابت ومبدئي”، فيما الجميع يعلم بأن موقفه لا ثابت ولا مبدئي من أي شيء، والثابت الوحيد يتعلّق بمصالحه فقط لا غير. ثانياً، قال النائب باسيل بأن التمديد لقائد الجيش ليس ضمن تشريع الضرورة، فيما التمديد للبلديات مثلاً كان ضمن تشريع الضرورة، وذلك بدلاً من إجراء هذه الانتخابات التي كانت ضرورة لمتابعة قضايا الناس في ظل بلديات أصبح نصفها منحلاً، وأما قائد الجيش فليس موظفاً إدارياً عادياً، ومؤسسة الجيش ليست كباقي المؤسسات، حيث ان هرميتها تشكل جزءاً من فعالية دورها، وتغيير القيادة في هذا الظرف الدقيق وسط الحرب والشغور والانهيار مغامرة ومقامرة بمصير البلد، فيما الظرف العسكري يتطلب استمرار من هو متمرِّس بدوره ويعرف المؤسسة عن ظهر قلب، وعندما ينتخب رئيس الجمهورية يصار إلى تعيين قائد جديد للجيش.

جولة لتيمور: وسط هذه الاجواء، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في دارته في البترون رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وبحث معه في الملفات السياسية والوطنية واستبقاه الى الغداء وقاما بجولة في مدينة البترون اطلعا خلالها على التطور العمراني والوضع الاقتصادي. "تميّز اللقاء بالكثير من الودّ والصراحة وتركز النقاش على أفضل السبل لتمتين الوحدة الوطنية وجعل لبنان في موقع أقوى في مواجهة التحديات الداخلية، والمخاطر الكبرى المتأتية من وضع إقليمي ودولي متشنج. واتفق الطرفان على مقاربة مشتركة بشأن الحرب الاسرائيلية على غزة وعلى تعزيز العلاقة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وعلى مقاربة الملفات الداخلية بالحوار والتفاهم حيث أمكن. وأكدا على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية كأساس لإعادة تكوين السلطة واتفقا على تعزيز الاستقرار في الجبل وتطوير الحياة المشتركة وفتح آفاق التعاون في المجالات الانمائية.