العام الأول من تأسيس العلامة التجارية M LE CHOCOLAT : تجربة ناجحة بطلها الثنائي

وال-قد تكون عبارة " لا"، للمستحيل، مفتاح النجاح، ومقولة تمكن كل من الزوجين أيمن ملاط، وغوى الزغبي من تحويلها إلى واقع. خلال عام فقط، برزت العلامة التجارية الفاخرة في صناعة الشوكولا M LE CHOCOLAT لتكون سفيرة للبنان في الخارج، وحمامة سلام في الداخل.
فعلى الرغم من إقفال أكثر من 70 في المائة من المؤسسات التجارية في لبنان، بسبب الوضع الاقتصادي، وهجرة العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بيعداً عن لبنان، أبى كل من أيمن ملاط، وزجته غوى الزغبي ترك البلد، لا بل حتى غامرا بجهدهما لتأسيس مشروع خاص بهما.
منذ عام تقريباً، وتحديداً في نياير 2022، انطلق مشروط "ملاط لو شوكولا" M LE CHOCOLT وهو مشروع تمكن خلال عام تقريباً من إحراز مراكز متقدمة في جميع المسابقات التي تمت داخل لبنان.
بدأ المشروع بتكلفة لا تتخطى 100 دولار، وعلى الرغم من بساطة المبلغ، لكن تأمينه بالنسبة إلى عائلة انهارت قيمة رواتبها لأكثر من 90 في المائة، لم يكن سهلاً.
بدأت عملية التصنيع بابتكار نكهات بسيطة، وعمدا إلى توزيع الإنتاج على على الأهل والأصحاب لاستطلاع آرائهم، فجاءت النتيجة مشجعة جداً، وبدأت تنهال عليهما الطلبات.
يقول ملاط: "لم أكن أتوقع إقبالاً على منتجات الشوكولا، فالوضع الاقتصادي لم يكن مشجعاً، وهو أحد العوامل الذي جعلني أتردد في الدخول بالمشروع، لكن تمكنت من تحويل الوضع الاقتصادي من نقمة إلى نعمة، من خلال بيع الشوكولا العالي الجودة بأسعار مقبولة، ودون وضع شروط على الزبائن أو إجبارهم على شراء كميات محددة". يضيف ملاط" انطلاقاً من هنا، انهالت الطلبات، وفي أحياناً كثيرة لم يكن الطلب يتخطى 100 غرام أو 200 غرام من الشوكولا، لكن هذه الكميات البسيطة، كانت كفيلة لتعريف المجتمع اللبناني بمنتجاتنا".
جوائز وتطلعات
خلال عام تقريباً، نالت العلامة التجارية M LE CHOCOLAT العديد من الجوائز في لبنان، منها إحراز المرتبة الأولى بفعاليات "سوق الذواقة gourmet Market.، والذي يستضيف عدد من العلامات التجارية المتخصصة بعالم الطهو والطبخ، بالإضافة إلى مشاركة ملاط والزغبي في الكثير من الفعاليات التي تقام في لبنان، والتي ساهمت بنشر العلامات التجارية إلى خارج لبنان. تقول الزغبي" هناك العديد من العروض، التي تقدم لنا، لتزويد بعض المؤسسات في أفريقيا بالشوكولا، وتوزيعها على المحال التجارية، حتى أن هناك عروض لاتزال قيد الدرس، قدمت لنا من بعض المراكز المتخصصة بالمأكولات في الدول الخليجية".
تأمل الزغبي، أن تتمكن من المشاركة في المسابقات الدولية والعروض التي تقام في ميلانو، وباريس، حيث يتبارى المتسابقون من العديد من الدول، لتقديم منتجاتهم، وهي ترى أن تقديم أنواع مبتكرة من الشوكولا الذي يحتوي على نكهات من الشرق، ومن لبنان تحديداً سيكون له انطباع لدى القيمين على إدارة هذه المسابقات.
الأصناف مختلفة
في بداية تأسيس المشروع، والذي انطلق من معدات بسيطة داخل البيت، كانت النكهات بحسب ملاط محدودة، لكن الأمر لم يستغرق المزيد من الوقت، ليبدأ ملاط بتكوين نكهات خاصة بعملامتهما التجارية. يقول" حرصت في البداية على النكهات التقليدية وشراء المنتجات الخام من أفضل الأنواع والأصناف، بعدها بدأت بابتكار أنواع مختلفة من الشوكولا، على سبيل المثال، الشوكولا بالقهوة، أو بدبس العنب، وغيرها من النكهات التي تخص التراث اللبناني. التطور الأهم كان التمكن من تأمين مصدر للشوكولا الخام الخاص بها وبتصنيف single origin وgrand cru من أوغاندا.
ولم يكتف ملاط بذلك بحسب تعبيره، بل أيضاً جعل من تناول الشوكولا أمراً غير ضاراً للصحة، وتحديداً للأشخاص الذين يعانون من أمراض السكري، أو الذين يتبعون حمية معينة، إذ لا يتم إضافة إلى مكونات ضارة بالصحة، على غرار المواد الكيميائية، أو الألوان والصبغات أو الزيوت المهدرجة وزيت النخيل التي يتم عادة وضعها مع المواد الغذائية. يشير ملاط في هذا الإطار، إلى أنه يقوم باستيراد المواد الخام من الخارج بشرط أن تكون صديقة للبيئة وطبيعية 100 في المائة.
من جهتها، تشير الزغبي، إلى أن الهدف من مشروعهما، ليس فقط تقديم علامة تجارية، أو بيع منتجات تخص فئة معينة، بل الهدف، تقديم منتجات صحية تراعي كافة الأعمار والأذواق، ولذا، تسعى دائماً أن تكون المنتجات صحية، سواء أكانت مستوردة أم محلية الصنع. ولعل ذلك، شكل سبباً لاستمرار مشروعمها.

مشاكل وتحديات
لم يخل العام الماضي من العديد من العراقيل والتحديات التي وجهها الثنائي ملاط والزغبي. من الكهرباء، إلى الماء، وانقطاع المواد الاساسية، ارتفاع الأسعار، الوضع السياسي والاقتصادي، التظاهرات، وغيرها الكثير من التحديات التي واجهها المشروع، ولكن رغم ذلك، وبحسب دراسات الجدوى التي قام بإعدادها ملاط، تمكن من تسديد النفقات التشغيلية الأساسية خلال العام الماضي، ووضع رواتب وإن بشكل رمزي، لزوجته وله، بالإضافة إلى تحصيل الأرباح، وإن بنسب بسيطة.
تستذكر الرغبي، خلال العام الماضي كم التحديات التي واجهها المشروع. تقول "كان أكبر التحديات تأمين الكهرباء، في ظل انقطاع التيار لعدة أيام، كان لابد لهما، أن يجمعا ما تيسر من الأموال لتأمين الكهرباء، فكان أولى المشاريع الداعمة لنجاح علامتهما التجارية، وضع شبكة من الكهرباء العاملة على الطاقة الشمسية، ومن ثم، التوسع بشراء المعدات، والتخزين والتعبئة والتغليف، والتي كانت أيضاً من التحديات التي تخطتها الزغبي وزوجها معاً.
مهام سابقة
تقول الزغبي :" لم يكن مشروع الشوكولا المشروع الأول لهما، كان هناك محاولات لكنها باءت بالفشل". وبحسب الزغبي، فإن الفشل في المشاريع السابقة، كان الدافع لنجاح هذا المشروع. ما دفع الثنائي إلى هذه المشاريع الجانبية، والبعيدة نسبياً عن أعمالهما الأساسية، وتحديداً في مجال التدريس والهندسة، هو التدهور في قيمة الليرة اللبنانية، وبالتالي التدهور في قيمة رواتبهما. يقول ملاط" قبل العام 2019، كانت الرواتب مقبولة نسبياً، ولم نكن نفكر بتأسيس أي مشروع، ولكن مع الظروف الصعبة التي مر بها لبنان، و التي انعكست سلباً على العائلة، أجبرنا للبحث عن مشاريع.
ينصح ملاط، الشباب اللبناني بضرورة الإيمان بإمكانية تأسيس مشاريعهم المستقبلية. فعلى الرغم من ضعف الوضع القائم، إلا أن هناك بصيص من النور، قوامه الشباب اللبناني، القادر على إحداث التغيير.
خلال العام الأول، نجح الثنائي في اقتحام عالم الشوكولا وبنجاح. ينتجان العشرات من الأنواع المختلفة وبنكهات عديدة، بالإضافة إلى ذلك، يخططان في افتتاح معرض خاص بهما في المستقبل القريب، وإطلاق متجرهما الإلكتروني.
للمزيد حول منتجاتهم إليكم الرابط التالي:

https://www.instagram.com/mallatlechocolat/