عزوف الحريري اربك الجميع... وسيناريوهان امام المستقبل

وال-توقفت مصادر معنية بالملف الحكومي، عبر صحيفة "الجمهورية" عند التوقيت الذي اصدر فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بيان عزوفه الثاني عن الترشح لرئاسة الحكومة، حيث جاء قبل ساعات قليلة من الاستشارات الملزمة التي ستنطلق اليوم، ان لم يصدر بيان رئاسي بتأجيل ثالث لها.
ويبدو جلياً ان بيان الحريري، وبحسب مصادر مواكبة لحركة الاتصالات، جاء نتيجة لفشل ما سمتها "محاولات اخيرة"، جرت قبل صدور بيان العزوف، لإعادة "تجسير" العلاقة بين الحريري والتيار الوطني الحر، بما يحوّل اصوات تكتل "لبنان القوي" نحو تسميته في الاستشارات. كذلك جاء نتيجة لحركة اتصالات اجراها الحريري في الساعات الماضية، لتسويق الافكار التي طرحها عليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال اللقاء الذي جمعهما امس الاول في عين التينة.
مشاورات مكثّفة: وتبعاً لهذا الفشل، تضيف المصادر، ذهب الحريري الى قرار العزوف، علماً أنه قبل إعلان عزوفه أبلغ الى بري بتوجّهه.
وعُلِم ان "بيان الحريري، اطلق بعد صدوره حركة مشاورات مكثفة على اكثر من خط، تركزت بين عين التينة و"بيت الوسط"، وبين الثنائي الشيعي، كذلك بين الثنائي والتيار الوطني الحر بالتوازي مع تواصل على خط الرئاستين الأولى والثانية".
وبحسب المعلومات، فإن "موقف الحريري احدث إرباكاً سياسياً عارماً، وأرخى ظلالاً من الشك حول الاستشارات وما اذا كانت ستستمر في موعدها، خصوصاً في ظل عدم التوافق على اسم بديل للحريري. وهو امر متعذّر الوصول اليه في فترة الساعات القليلة الفاصلة عن موعد الاستشارات".
لكن مصادر واسعة الاطلاع، أبلغت "الصحيفة" ان كتلة "المستقبل" قد تذهب الى عدم تسمية اي شخصية بديلة للحريري، ورجّحت ان يكون الثنائي الشيعي في جو موقف "المستقبل" لجهة عدم تسمية اي شخصية غير الحريري لا من تيار "المستقبل" ولا من خارجه.
سيناريوهان: إلا ان مصادر اخرى رسمت سيناريوهين:
الأول ان تشارك كتلة "المستقبل" في الاستشارات الملزمة ومن دون ان تسمّي احداً، ومن شأن هذا الامر اذا حصل ان ينسحب على مواقف الكتل الاخرى، ولاسيما منها تلك التي اعلنت انها مع الحريري او من يسمّيه، وعدم التسمية معناه ان اي مرشح آخر ليس حاظياً بالغطاء السنّي، وبالتالي يصبح احتمال تأجيل الاستشارات وارداً جداً.
الثاني، أن يفاجئ الحريري القوى السياسية ليس بعدم تسمية أحد من تيار المستقبل، بل أن يخرج عن التزامه الذي قطعه لمَن تواصَل معه امس بأنه لن يسمّي احداً، وان يفاجئ الجميع بتسمية نواف سلام، وهذا الامر، بحسب المصادر، من شأنه ان يحدث نقلة نوعية في هذه الاستشارات بما يعني لجوء حركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهم من تيار المردة الى الحزب السوري القومي الاجتماعي و"اللقاء التشاوري" ومجموعة من المستقلين الى تسمية شخصية غير صدامية، بل مقبولة سنياً وتصنّف بأنها معتدلة كالوزير السابق حسان دياب مثلاً، وذلك لقطع الطريق على وصول نواف سلام، علماً ان هناك اقتراحات أُرسلت الى الحريري لتبنّي تسمية الوزيرة ريا الحسن، الأمر الذي لم يقبله.