الديار : هل صدفة إيصال اللبنانيين الى الجوع عشيّة صفقة القرن وضمّ القدس والجولان والضفة الغربيّة ؟

وال-كتبت صحيفة "الديار " تقول : السؤال الذي يطرحه كل لبناني اليوم وهو يرى الخطر المتحالف عربيا وصهيونيا واميركيا على منطقة المشرق ‏العربي كله لا بل على العالم العربي وقسم من العالم الاسلامي، لفرض صفقة القرن التي تريد انهاء القضية الفلسطينية ‏والغاء الشخصية الفلسطينية لشعب تشرد واجداده ما زالوا احياء في فلسطين المحتلة، في حين ان الاسرائيليين الذين ‏عمرهم فوق الـ 35 سنة على مستوى كل الشعب الاسرائيلي اجدادهم ولدوا في اوروبا وروسيا وبلغاريا والمانيا ‏واميركا واثيوبيا واقطار العالم، ولكنهم لم يولدوا في فلسطين‎.‎
‎ ‎
من الذي اوصل الشعب اللبناني الى الجوع ليكون ضعيفا في هذه المرحلة، يفتش عن لقمة عيشه يعيش تحت حملة ‏فساد تطال موظفين درجة رابعة وخامسة وثانية وبعضهم اقل من اصابع اليد في الفئة الاولى في حين ان النظام ‏السياسي اللبناني صادر المال العام وأوصل دين لبنان الى 100 مليار دولار؟
‎ ‎
هل هذه صدفة، اليس هذا هو نتاج النظام السياسي الطائفي المذهبي اللبناني المنقسم على نفسه لولاءات خارجية بعيدة ‏عن الشخصية اللبنانية والشخصية الوطنية لدى اكثرية الاحزاب وليس معظمهم، كي يصل لبنان اليوم والرئيس ‏الاميركي ترامب اليوم يخطب في ولاية كاليفورنيا انه قرأ التاريخ ورأى ان القدس والجولان والضفة الغربية هي ‏ضمن السيادة الاسرائيلية، وهذا الرئيس الاميركي العديم الاخلاق والمبادئ الانسانية يبيع كل مبادئ الشعب الاميركي ‏والدستور الاميركي العظيم ومبادىء الامة الاميركية التي ارست قواعدها على الاخلاق والانسانية والانفتاح والمحبة ‏واستقبال هجرات العالم كلها الى ارضها، وتحولها الى اكبر دولة عظمى في العالم، فيأتي رئيس مثل الرئيس الاميركي ‏ترامب يتصرف عكس اخلاق الشعب الاميركي ويضرب القانون الدولي ويهدّم الامم المتحدة في تحالف مع الصهيونية ‏وبعض الدول العربية. فيما الشعب اللبناني اوصله حكامه والمسؤولون والنواب والوزراء ومعظم الاحزاب ولا نقول ‏الاكثرية، ومعظم الشخصيات ولا نقول الاكثرية الى الجوع والى حاجته الى الرغيف واقساط المدرسة والطبابة. ‏وكيف لا يكون لبنان من اغنى بلدان العالم ما دام ان نصف شعبه هاجر منذ عام 1977 احصائيا حتى عام 2019، اي ‏هاجر 3 ملايين لبناني ونصف، ومع ذلك وقع لبنان تحت دين عام قيمته 100 مليار دولار، فلماذا استدانت الحكومات ‏والمسؤولين والوزراء والنواب عبر طلباتهم من الحكومة مبالغ بالمليارات من الداخل والخارج ولم تقم لا ببناء ‏الكهرباء ولا الطرقات ولا سدود مياه ولا مجاري صرف صحي ولا معامل نفايات ولا مدارس رسمية محترمة، ولا ‏تعزيز للجامعة اللبنانية ولا فرص عمل لشبان لبنان، ولا مدينة معلوماتية كبرى، ترافق العصر، ولا شراء اسلحة ‏للجيش بل اسلحة اميركية لولاها لكان الجيش اللبناني متخلفا بالاسلحة، مع ان العنصر البشري فيه بطولي ومتعلم ‏ومتفوق في التدريب واعمال القتال والدفاع، ومع ان الاسلحة الاميركية خلال 5 سنوات وصلت قيمتها الى مليار ‏و400 مليون دولار لكنها بالقطارة وكلها اسلحة لا تقف في وجه اي عدوان اسرائيلي‎.‎
‎ ‎
من اوصلنا الى هذا التشرذم الداخلي ليتم توجيه اكبر جريمة بضربة خارجية على وطنية لبنان، عبر تحالف بعض ‏الدول العربية والصهيونية وادارة الرئيس الاميركي ترامب على اعتبار حزب الله والمقاومة حزباً ارهابياً، وهو حامل ‏البندقية الوحيد القادر على ردع اسرائيل لان شعبنا الفلسطيني يحمل السلاح في وجه العدو الاسرائيلي لكنه غير قادر ‏على ردع اسرائيل، بينما القوة الوحيدة لا الجيش المصري ولا الاردني ولا العراقي ولا السوري ولا اللبناني ولا اي ‏جيش عربي قادر على ردع اسرائيل من خلال قوة القتال وعدم وجود مراكز مكشوفة له وامتلاكه لاسلحة تدميرية ‏ولعنصر بشري آمن بأن الشهادة حياة له جديدة هو حزب الله. ولذلك فكانت المؤامرة ان وزراء داخلية وخارجية عرباً ‏اعلنوا ان حزب الله ارهابي قبل ان يعلن نتنياهو والصهيونية ذلك، لتنطلق الحملة الدولية على اننا ارهابيون ولا نرى ‏ان اللبنانيين يجتمعون صفا واحدا لدعم القوة التي ردعت اسرائيل وأزالت احتلالها للجنوب ثم ردعت عدوان اسرائيل ‏الذي كان مستمرا وألحقت الهزيمة بالجيش الاسرائيلي سنة 2006 ثم دمرت جبهات الارهاب ومنظمات التكفير السلفي ‏الاسلامي الخارج عن الديانة الاسلامية الكريمة سواء في سوريا والعراق فيما الذين دعموا الارهاب وحزب الله قاتل ‏الارهاب يوجهون تهمة الارهاب لحزب الله، والسبب معروف، انه البندقية والعنصر البشري الوحيد الواقف في وجه ‏العدو الاسرائيلي والقادر على ردعه، دون ان ننسى مقاومة الشعب الفلسطيني ولكن للاسف عدم قدرته على ردع ‏عدوان اسرائيل‎.‎
‎ ‎
ليس بالصدفة تم ايصال لبنان الى هذه المرحلة، في زمن الجبان يحمل فيه سيف الارهاب، وزمن يحمل الجاهل فيه ‏القلم، وزمن يقف الفاجر على المنبر، وزمن المسؤول مواقفه مترددة ضد الدولة يعطينا دروسا عن الدولة، ورحم الله ‏مصطفى السباعي ورحم الله من قال تقريبا هذه العبارات من دمشق في زمن المؤامرات المستمرة علينا مباشرة من ‏سايكس بيكو والدعم الاميركي للصهيونية وجزء من الدول العربية حتى الان‎.‎
‎ ‎
حملة مكافحة الفساد ليست موسماً، ليست شتاء ليست ربيعاً او صيفاً او خريفاً، هي تنفيذ القانون في شكل دائم، من قبل ‏كل وزير على رأس وزارته بشكل مستمر وعندما تتم احالة 5 قضاة دون تسميتهم فان كل قاض لبناني اصيب ‏بالإهانة، وعندما تتم احالة 7 ضباط الى التحقيق فان 6 الاف ضابط في الجيش اللبناني و3 الاف ضابط في الامن ‏الداخلي والاجهزة يصابون بالاهانة عندما لا تتم تسمية الضباط، ولماذا هذه الاهانات الى جسم القضاء، والى جسم ‏الضباط والى الجنود وقوة لبنان هي الجيش اللبناني، وقوة لبنان التي هي قوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية عبر ‏اخبار بسيطة بأن وزير العدل احال قاضياً، او تم توقيف مرافق اول لقاض كبير، لكن من اوصل الشعب اللبناني من ‏عام 1985 حتى اليوم الى الجوع هو الذي اخضعنا للصهيونية ولتحالف عربي جزئي معها ولادارة فاقدة للاخلاق ‏يمثلها الرئيس الاميركي ترامب‎.‎
‎ ‎
الكهرباء ممنوع المناقصة فيها، المشاريع بالتراضي، لجان حكومية لا تتفق على خطة، حكومة في اكثر وقت نحتاج ‏فيه الى الوقت الثمين يقوم الافرقاء السياسيون بتضييع 9 اشهر حتى تأليفها، ويمر شهران ونصف على الحكومة دون ‏اعلان الموازنة، ودون السرعة في اجتماع مجلس النواب واقرار الاصلاحات، ثم تتجه الانظار لتخفيض رواتب ‏الفقراء وتخفيض جزء من السلسلة التي ما كان يجب دفعها دفعة واحدة، بل على الاقل على 3 سنوات، لكن الان ماذا ‏نقول اليس غريبا السعي لتخفيض راتب الموظف الفقير وراتبه 800 دولار بقيمة 100 او 125 دولاراً شهريا فيما ‏هو رب عائلة ولديه اكثر من 5 اولاد ولديه اقساط مدارس وطبابة ولقمة العيش في المنزل، اما من سرق بالمليارات ‏فقصوره موجودة اما من يسرق ويستمر في السرقة فموجود ومستمر. وهكذا تستمر الحالة منذ 1985 حتى ايامنا، ‏عشية