الديار: حكومة العهد الاولى تعطي أملاً للبنانيين والعبرة بالنتائج تصريح الحريري بيان وزاري ممتاز ورؤية شاملة للمستقبل أهم الأمور إقرار الإصلاحات وقوانين الشفافية وضرب الفساد وهدر الأموال

وال-كتبت صحيفة "الديار" تقول: بعد 8 اشهر واسبوع تألفت حكومة العهد الاولى اي في عهد الرئيس العماد ميشال عون واعطى تشكيل الحكومة املاً للبنانيين بأن مرحلة جديدة ستكون جدية ومزدهرة على الصعيد اللبناني وستعالج المشاكل وتسعى لنمو اقتصادي وبناء البنية التحتية واقرار الاصلاحات واهم شيء ان الحكومة قد تشكلت وانها تمثل معظم الاحزاب اللبنانية بمعنى انها حكومة وحدة وطنية حقيقية.


الان العبرة بالنتائج، واللبنانيون ينتظرون الحكومة ان تقدم وتؤسس وتفعل وتقوم بتفعيل المؤسسات كلها وتنمية الاقتصاد واعادة لبنان الى دوره العربي والدولي كذلك اعادة لبنان الى الازدهار الاقتصادي واللمعان والى الانفتاح الداخلي على الجميع وتعزيز الوحدة الوطنية والامن الحقيقي الحاصل في لبنان رغم ان دولاً كبرى تعاني من العنف والارهاب في شوارعها وفي مدنها الكبرى. ويمكن القول ان فخامة الرئيس العماد ميشال عون كان يعتبر ان الحكومة السابقة كان يدعمها ولكنها لم تكن حكومته، لكن عهده يبدأ مع تشكيل الحكومة الجديدة. ومن الان وصاعدا سيتابع رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون كل التفاصيل مع الحكومة لبدء مسيرة العهد الفعلية لانماء وتعزيز كل الاوضاع في لبنان.


وبالنسبة للحكومة نعود ونكرر العبرة في نتائج اعمالها.


تصريح الرئيس سعد الحريري
التصريح الذي ادلى به الرئيس سعد الحريري يشبه بياناً وزارياً ممتازاً، فهو ذو رؤية شاملة ومعتدل وموزون ويحمل رؤية شاملة لكل مشاكل لبنان وكيفية العمل واهم شيء قاله الرئيس سعد الحريري ان الدعم العربي والدولي مرتبط بالاصلاحات التي هي مطلوبة من لبنان، وان الاموال التي يدعم بها العالم العربي والدولي لبنان يجب ان تُصرف بشفافية كاملة وتحت رقابة لبنانية قانونية سليمة مئة في المئة.


وفي تصريح الرئيس الحريري امام قصر بعبدا، كلام شامل عن الامور واختصار لخطة العمل بعناوين اعلنها وهي مرتكزات لخطة عمل تصلح ان تبدأ بها الحكومة عملها وتنطلق عبر العناوين التي طرحها الرئيس سعد الحريري.


ماذا بعد التأليف؟
بعد التأليف الحكومة يجب ان تعمل بسرعة ولكن الشعب اللبناني يجب ان يعرف ان الامور ليست سهلة وان مصاريف الدولة اللبنانية كثيرة وكبيرة ويجب تخفيضها، كما ان الوضع الاقتصادي كي ينمو فان الحكومة يجب ان تقوم بتوفير مصاريف كثيرة كما ان الشعب اللبناني عليه ان يتحمل ايضا مع الحكومة المسؤولية ولا يغرق في الفساد او هدر الاموال، كما على الشعب اللبناني ان يتحمل ربما رسوما في مجالات ترى الحكومة فرض هذه الرسوم او ضرائب او غيرها شرط ان تكون الشفافية هي عنوان عمل الحكومة، ولا يمكن ان تنجح الحكومة الا اذا كان عملها شفافا وذا مصداقية، كذلك لا يمكن ان تنجح الحكومة والعهد ما لم يساعد الشعب اللبناني رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي في تحمّل اعباء مضطر الشعب اللبناني لتحملها كي ينهض من الكبوة الاقتصادية ويعود لبنان قوياً من كل النواحي، ولذلك ان العمل مشترك بين السلطة التنفيذية كاملة والشعب اللبناني والسلطة التشريعية والجميع عليهم ان يتحملوا اوزار المسؤولية وان يتم تسديد كل ما للدولة من قبل الشعب اللبناني بصورة نزيهة بدل عدم دفع فواتير الكهرباء او الرسوم او التهرب من الضرائب او الفلتان على مداخل البلاد من ضرائب الجمارك وغيرها وان لا يستغل احد في الدولة مداخيل الجمارك والرسوم كذلك ان يقوم الشعب اللبناني بواجبه في دفع الاموال المتوجبة عليه خاصة الشركات والمؤسسات الكبرى المالية او الاقتصادية او غيرها بالنسبة للرسوم وضريبة الدخل عليها ان تدفعها بطريقة شفافة.


لقد قرأنا امس ان دولة الامارات جاءت في المرتبة الثانية من حيث محاربة الفساد والشفافية في العمل، وجاء ذلك في موقع "بلومبورغ" الاميركي، وجاءت كندا في المرتبة الاولى من حيث محاربة الفساد والشفافية والتعاون بين الحكومة والشعب الكندي، وهكذا حلت كندا الاولى في العالم، من حيث الشفافية وعدم الفساد وعدم هدر الاموال وتأمين حقوق الانسان في جو ديموقراطي كامل.


في حين ان لبنان لا نريد ذكر المرتبة التي ورد فيها لان المرتبة تفوق الـ 50، ويمكن قراءة التقرير في موقع "بلومبورغ" الاقتصادي العالمي الدولي الاميركي والبريطاني.


ولذلك يجب الغاء المحاصصة وعدم صرف اي مبلغ دون مناقصة ولا يجب تلزيم اعمال ومشاريع بالتراضي ولا يجب اعفاء احد من دفع الضريبة والرسوم. ويجب ان يكون الانماء شاملاً لكل لبنان، وليس في بيروت الكبرى فقط، بل في عكار والمنية والضنية وطرابلس وزغرتا والكورة والشمال وفي الهرمل وبعلبك وزحلة وشتورا والبقاع الغربي وفي الجبل في الشوف وعاليه وفي كسروان وجبيل وتحسين الطرقات فيها ثم في الجنوب الى اقصى الحدود مع فلسطين المحتلة، ليكون لبنان منطقة شاملة بالانماء وليس الانماء محصورا ببيروت الكبرى، مع ان العاصمة بيروت تستحق كل انماء وكل اعمار دون اهمال المناطق كي يشعر الشعب اللبناني ان الانماء المتوازن قد حصل على كل اراضيه.


اخيرا العبرة في العمل والشفافية والنزاهة والانتاج والبناء. والشعب اللبناني الذي حصل ليلة امس على الامل من خلال تشكيل الحكومة يأمل كثيرا ان يبدأ العمران وبناء الاقتصاد وبناء لبنان واعادة المؤسسات وتحقيق خطوات كثيرة. انما لا يمكن للحكومة وحدها ان تبني ما لم يقم الشعب اللبناني باعتماد ثقافة المواطن النشيط الذي يريد دولته ويدفع كل ما يترتب عليه بشفافية فلا يجوز مثلا ان تدفع مناطق فواتير كهرباء والضرائب والرسوم ومناطق لا تدفع، او مواطن يدفع رسوماً وفواتير الكهرباء والضمان وغيرها ومواطن اخر يتهرب من دفع المستحقات التي عليه لصالح الدولة. فالنجاح لا يتم الا بتعاون الحكومة والشعب اللبناني.