الشرق: الحريري: فريق واحد وقلب واحد مع الرئيس عون

وال-كتبت صحيفة "الشرق" تقول: وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء امس في قصر بعبدا ورئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة والتي تضم ثلاثين وزيراً، والتي ستعقد اول جلسة لها قبل ظهر يوم السبت المقبل في قصر بعبدا.

واعتذر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من اللبنانيين عن التأخير في تشكيل الحكومة، مؤكداً ان "زمن العلاج بالمسكنات قد انتهى، ولم يعد لاحد القدرة على ان يدفن رأسه بالرمل، فالامور واضحة كالشمس"، ومشدداً على انه "باق مع فخامة الرئيس كفريق واحد وقلب واحد لخدمة البلد".

وقال ان هناك من يرغب في رمي الجمر بين يديّ، وبالتالي، "ليس لديّ ولدى الوزراء اي خيار، وعلينا مع فخامة الرئيس والمجلس النيابي ان نتحمل هذه المسؤولية، ونمنع انتقال الجمر الى بيوت اللبنانيين".

واكد الرئيس الحريري انه ينوي مع الوزراء العمل بجدية، و"من يريد ذلك منهم، عليه ان يثبت نفسه، ومن لا يريد العمل سيواجه مشكلة معي ومع فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس النواب".

وكان الرئيس عون استقبل قرابة الخامسة والنصف مساء الرئيس الحريري في قصر بعبدا، وعرض معه آخر الاتصالات التي اجراها حول عملية التشكيل، قبل ان ينضم اليهما قرابة السادسة والربع رئيس مجلس النواب نبيه بري، واستدعي لاحقاً الامين العام لمجلس الوزراء السيد فؤاد فليفل الذي تولى تلاوة المراسيم.

وقرابة السابعة مساء، غادر الرئيس بري القصر الجمهوري، فيما استكمل الاجتماع بين الرئيس عون والرئيس الحريري.

ثم تحدث الرئيس الحريري الى الصحافيين فقال: " ينتهي اليوم الأسبوع الأول من الشهر التاسع على تأليف الحكومة، وهي فترة طويلة "تنذكر ولا تنعاد ان شاء الله". المهم اننا توصلنا لتشكيل حكومة على صورة لبنان 2019، وبعد شكر فخامة الرئيس على ثقته والتأكيد على انني باق معه كفريق واحد وقلب واحد لخدمة البلد، يقتضي الواجب الإعتذار من كل اللبنانيين على التأخير، خصوصاً من جيل الشباب الذي انتظر فرصة لتصحيح الأوضاع. قد لا يكون هناك ما استدعى هذا التأخير فهناك الكثير من القضايا والملفات أهم من الحصص وتوزيع الحقائب. ولهذا السبب تحديداً يهمني التأكيد منذ البداية ان المهم إعتباراً من اليوم، هو كيفية عمل الحكومة، وكيفية التعاون والتضامن داخل مجلس الوزراء كي نكون خلية عمل متجانسة.

نحن أمام تحديات اقتصادية ومالية واجتماعية وادارية وخدماتية، اضافة الى التحديات المعروفة عن الأوضاع في المنطقة والتهديدات الإسرائيلية على الحدود. هذا يعني ان التعاون بين أعضاء الفريق الوزاري شرط وواجب كي نكون بمستوى التحدي وكي تنجح الحكومة في تجاوز هذه المرحلة.

لدى الحكومة جدول أعمال لا يحتمل التأخير والتردد أو "التشاطر على الناس". لقد انتهى زمن العلاج بالمسكنات، ولم يعد لاحد القدرة على ان يدفن رأسه بالرمل، فالامور واضحة كالشمس، وكل المشاكل وأسباب الهدر والفساد والخلل الإداري معروفة، وكل اللبنانيين يعيشون القلق على الوضع الإقتصادي.

وعلى اللبنانيين والسياسيين خصوصا ان يدركوا ان الحل لا يكون من خلال الشكوى والنظريات والخطوات الشعبوية، بل عبر برنامج واضح ومبادرات واصلاحات جريئة، وورشة تشريع وتطوير للقوانين لا تحتمل التأخير ولا المساومة. بهذه الطريقة نحمي اقتصاد البلد وحقوق الناس ومصالح ذوي الدخل المحدود خصوصا. ان حكومتنا هي حكومة الإستثمار بالحلول الإقتصادية والإنمائية والخدماتية. ان البرنامج الإستثماري بالبنى التحتية والخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي وطرقات، إضافة الى برنامج تفعيل قطاعات الإنتاج هو بين ايدينا، وقد دخل المجتمع الدولي شريكاً متضامناً معنا لتحقيق النهوض الإقتصادي، وقدم لنا في مؤتمر "سيدر" أكثر من 11 مليار دولار لتمويل مشاريع النهوض والتطوير، وعلينا كحكومة ومجلس نيابي ان نقوم بالباقي، عبر الشراكة الحقيقية والفعالة بين القطاعين العام والخاص.